و هي شاميّة، قديمة، خصبة جدا، ذات بساتين، و شربها من نهر العاصي، و بظاهرها على دون ميل يجري النهر المقلوب، و عليه لأهلها أجنّة حسنة و كروم، و هي في مستوى من الأرض، و أصحّ بلاد [2] الشام تربة، و ليس بها عقارب و لا حيات. و كان لهرقل فيها بناء كالقصر كما في قصة أبي سفيان من أول الصحيح [3].
و بها- فيما قيل- قبر خالد بن الوليد، و غير واحد من الصحابة رضي اللّه عنهم؛ كوحشي بن حرب قاتل حمزة عمّ النبي (صلى اللّه عليه و سلم) الذي قال له النبي (صلى اللّه عليه و سلم):
«غيّب وجهك عنّي» [4]. و عبد اللّه بن بسر و هو آخر الصحابة بها موتا، و لأجل خالد- رضي اللّه عنه- زعم الطاغية تيمور لنك حين اجتيازه بها و عدم دخوله لها إكرامه بذلك، و سمّيت باسم حمص بانيها أخي حلب باني السّابقة.
و هي غير مصروفة و إن كانت اسما ثلاثيا ساكن الوسط؛ لأنها أعجمية، فاجتمع فيها العجمة و العلمية و التأنيث كحماة. و انتسب إليها خلق.
و أفرد عبد الصمد بن سعيد و غيره من نزلها من الصحابة. و بعضهم تاريخها.
[1] انظر «معجم البلدان» 2/ 302، و «مراصد الاطلاع» 1/ 425.
[4] رواه البخاري في «صحيحه» (4072) في قصة مطولة بلفظ: «فهل تستطيع أن تغيب وجهك عني». و أما اللفظ الذي ذكره المصنف فقد رواه الطيالسي في «مسنده» (1410). و انظر كلام الحافظ ابن حجر في «الفتح» 7/ 368.