للعرض الغريب في (الكفاية)، و إنّما نشير إليها ليكون الطالب على بصيرة منها، ثم بعد ذلك نتعرض إلى موضوع علم الأصول و إلى وجه الحاجة للبحث عن الموضوع و إلى مائز العلوم و إلى المبادئ.
العوارض
العوارض سبعة بالحصر العقلي، لأنّ العارض إمّا أن يعرض للشيء بلا واسطة أصلا، كعروض الحرارة للنار، و البرودة للماء بناء على بساطة العناصر، و إمّا بواسطة، و الواسطة إمّا أن تكون جزءا من أجزاء الماهية التي يعرض عليها ذلك العارض، كعروض المشي للإنسان بواسطة كونه حيوانا، و نسميه عارضا له بواسطة جزئه الأعم، و كعروض التعجب للإنسان بواسطة كونه ناطقا، و نسميه عارضا له بواسطة جزئه الأخص، و إنّما نسميه (أخص) بالإضافة إلى جزء الماهية الأعم، و إمّا أن لا تكون جزءا من الماهية بل تكون الواسطة أمورا خارجة عنها عارضة عليها، و الواسطة الخارجة عن الماهية، إمّا أن تكون مباينة للماهية أو مساوية لها، أو أعم منها أو أخص، كعروض الحرارة للماء بواسطة النار، و كعروض الضحك للإنسان بواسطة التعجب، و كعروض الحركة للإنسان بواسطة المشي، و كعروض الضحك للحيوان بواسطة التعجب.
و الحاصل أنّ الشيء العارض إمّا أن يعرض لغيره بلا واسطة أصلا و إمّا بواسطة و لا ثالث لذلك.
و العارض بالواسطة: إمّا أن تكون تلك الواسطة خارجة عن أجزاء المعروض عليه، و إمّا أن تكون أحد جزئي ماهيته و لا ثالث لها أيضا.
و العارض بواسطة الأمر الخارج عن الماهية منحصر عقلا في المباين و المساوي و الأعم و الأخص، و العارض بواسطة جزء الماهية أيضا منحصر في الجنس