و لا ريب أن الموالي أرادوا أن يبدلوا أوضاعهم السيئة، و قد وجدوا في الدين الإسلامي سندا لدعواهم في المساواة الكاملة مع العرب، فانضم عدد غير قليل منهم إلى الخوارج الذين أعطوهم بعض الأمل بما كانوا ينادونه من مساواة بين المسلمين، و كانوا يعطونهم العطاء [1].
إن انتهاء سيطرة النجدات في البحرين لم يؤثر على قوة الخوارج فيها، إذ أن حركاتهم المتأخرة كانت قوية جدا، و امتازت حروبهم بعنف لا نجده عند غيرهم، و يرجع ذلك إلى قوة الإيمان التي امتازوا بها، و إلى شباب القائمين بالأمر، فكثيرا ما كان قوادهم من الشباب، و مما يدل على قوة الخوارج في البحرين، و تأييد عبد القيس الكامل للحركة هو فشل جميع محاولات الولاة في القضاء عليهم، و أن الجيوش التي تولت القضاء على ثوراتهم كانت تأتي من خارج البحرين.
إن معظم ثورات و حركات الخوارج المتأخرة في البحرين لم تنجح و قضي عليها بشدة، و يرجع ذلك إلى عدة أسباب منها قوة الدولة الأموية، كما أن تلك الحركات كان ينقصها التخطيط و التنسيق و التروي.
[1] يقول المبرد «و ذلك الرجل من مجوس كانوا أسلموا و لحقوا بالخوارج ففرض لكل واحد منهم خمسمائة». الكامل في اللغة: 3/ 1108.