نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 1 صفحه : 562
و كان نصيب أهل البيت و أنصارهم ألم الحديد، و ثقل القيود، و ظلمة السجون، و التحلي بابراد الشهادة و هي مطرزة بدمائهم الزكية.
رسالة مالك:
و لا نحتاج إلى أكثر من هذا البيان لذلك العصر و ما فيه من تبدل و تطور.
هذا و لم يؤثر عن مالك بن أنس معارضة للوضع، و لا دعوة إلى إصلاحه.
نعم هناك رسالة تنسب إلى الإمام مالك تحتوي على جملة من المواعظ و السنن، يقال: أرسلها مالك إلى الرشيد أو إلى يحيى البرمكي، فلما وصلت أمر الرشيد بكتابتها بالذهب [1].
و قد ذكرها القاضي عياض في ضمن ما ذكره من كتب مالك، و أول من حدث عنها بالأندلس ابن حبيب.
و ينحصر سند هذه الرسالة بأبي بكر بن عبد العزيز بن عبد اللّه بن عمر بن الخطاب عن مالك بن أنس، أنه كتب بهذه الرسالة إلى يحيى البرمكي، و مرة أخرى إلى هرون الرشيد، فالذي عن أبي بكر مختلف في من وجهت إليه. فمرة إلى خالد و مرة إلى هرون، و قد حاولوا الجمع لذلك بتكرارها و أنها وجهت لكل منهما، و هو أمر غير مستساغ من فحوى الرسالة، و بالإعراض عن مناقشة السند، فقد أراحنا كثير من علماء المالكية عن فحصه و نقاشه منهم: القاضي إسماعيل المالكي، و الأبهري، و أبو محمد بن أبي زيد، فقد قالوا: إنها لا تصح و أن طريقها إلى مالك ضعيف، و فيها أحاديث لا نعرفها.
و قال الأبهري: فيها أحاديث لو سمع مالك من يحدث بها لأدبه، و أحاديث منكرة تخالف أصوله، و قالوا فيها أشياء أخرى لا تعرف من مذهب مالك، و قد أنكرها أصبغ بن الفرج أيضا، و حلف ما هي من وضع مالك.
و الحقيقة أن الرسالة موضوعة، لأنها خالية عما يخص العدل و الالتزام به و ترك الظلم اللذين هما أخص ما يخاطب به الملوك إلا قليلا، بل الرسالة تذكر المستحبات
[1] طبعت هذه الرسالة في مصر مستقلة في المطبعة الأميرية سنة 1311 ه- و طبعت بالمطبعة المحمودية سنة 1343 ه- و طبعت في خاتمة كتاب سعد الشموس و هي لا تتجاوز 28 صفحة.
نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 1 صفحه : 562