نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 1 صفحه : 119
و تعسفه، و قد كانت تصله أخباره و ترفع إليه الشكايات و الاستغاثة منه فلا يرون عنده إلا تشجيع الحجاج على عمله.
و لما حضرته الوفاة أوصى ولده الوليد، في أخذ البيعة له بالسيف و قال و هو في آخر ساعة من الدنيا: يا وليد حضر الوداع و ذهب الخداع و حل القضاء. فبكى الوليد، فقال له عبد الملك: لا تعصر عينك كما تعصر الأمة الوكاء، إذا أنا مت فغلسني و كفني و صلي عليّ و أسلمني إلى عمر بن عبد العزيز يدليني في حفرتي، و اخرج أنت إلى الناس و البس لهم جلد نمر، و اقعد على المنبر، و ادع الناس إلى بيعتك، فمن مال بوجهه كذا فقل له بالسيف كذا، و تنكر للصديق و القريب، و اسمع للبعيد، و أوصيك بالحجاج خيرا [1].
و بهذا نأخذ صورة عن كيفية أخذ البيعة من الناس لخليفة جديد، يتولى إدارة شئون الأمة، فهل للأمة اختيار في الانتخاب أم أنها مرغمة ليس لها أي رأي؟! و لا يحق لها الاعتراض على شيء من ذلك، و المعارض يقتل، فهل تصح مثل هذه البيعة التي سن نظامها العهد الأموي، و هل يصح أن يسمى من يفوز بمثل هذا التعيين الإجباري بأمير المؤمنين و يكتب ذلك بحروف بارزة؟ أنا لا أدري و لعل هناك من يدري و إلى القارئ النبيه الحكم.
و كان عبد الملك يبتعد عن دماء بني هاشم لا تدينا و لكنه رأى عاقبة آل أبي سفيان السيئة من وراء ذلك ما يشير بكتابه للحجاج بن يوسف في عدم التعرض لهم و مع هذا فقد حمل الإمام زين العابدين (عليه السلام) مقيدا من المدينة إلى الشام كما حدث الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء [2]. و لا يسعنا التوسع في البحث عن عبد الملك و أعماله و سوء سيرة عماله في الرعية، و سيأتي بعض منها.
الوليد بن عبد الملك:
ولي الأمر بعد أبيه يوم الخميس في النصف من شوال سنة 86 ه- و هو اليوم الذي مات فيه عبد الملك. و كان الوليد ولي عهده، و بقي واليا إلى أن مات يوم