نام کتاب : الإمام الصادق و المذاهب الأربعة نویسنده : الشيخ أسد حيدر جلد : 1 صفحه : 116
83 و صلبه الحجاج منكوسا بعد قتله و بعث رأسه إلى عبد الملك بن مروان فطيف به في البلاد [1].
و لما أفضى الأمر إليه كان المصحف بيده فأطبقه و قال: هذا آخر العهد بك أو هذا فراق بيني و بينك [2].
قال ابن كثير: حج عبد الملك في سنة 75 ه- و خطب الناس بخطبة قال فيها:
إنه كان من قبلي من الخلفاء يأكلون و يوكلون، و إني و اللّه لا أداوي أدواء هذه الأمة إلا بالسيف، و لست بالخليفة المستضعف- يعني عثمان- و لا الخليفة المداهن- يعني معاوية- و لا الخليفة المأبون- يعني يزيد بن معاوية- أيها الناس إنا نحتمل منكم ما لم يكن عقد راية أو وثوب على منبر، هذا عمرو بن سعيد حقه حقه قرابته و ابنه قال برأسه هكذا قلنا بسيفنا هكذا، و إن الجامعة التي خلعها من عنقه عندي، و قد أعطيت اللّه عهدا أن لا أضعها في رأس أحد إلا أخرجها الصعداء فليبلغ الشاهد الغائب. [3]
و عمرو بن سعيد هو المعروف بالأشدق قتله عبد الملك بيده سنة 69 و قال بعد أن فرغ من قتله: كان أبو أمية أحب إليّ من زهر النواظر و لكن و اللّه ما اجتمع فحلان في شول قط إلا أخرج أحدهما صاحبه [4] و كان قتله لعمرو بن سعيد غدرا لأنه آمنه و حلف له و جعله ولي عهد من بعده.
و كان عبد الملك له إقدام على سفك الدماء و لما قالت له أم الدرداء: بلغني أنك شربت الطلى بعد العبادة و النسك!! فقال: أي و اللّه و الدماء أيضا شربتها [5].
و كانت أول بادرة صدرت منه و تعتبر منهاجا لسيرته أنه نهى عن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و قال: لا يأمرني أحد بتقوى اللّه إلا ضربت عنقه.
توليته للحجاج:
و هو الذي حمل الحجاج بن يوسف على رقاب المسلمين عند ما ولاه على الحجاز و العراق.