بحمدك ابدعت نظام العالم على أحسن تقويم، و جعلت واسطة هذا العقد النّظيم، آل بيت نبيك الكريم، و شكرا لك اصطفيتهم مصابيح للوجود، و مفاتيح للكرم و الجود، سبحانك لا احصي ثناء عليك جعلتهم لهذا الكون أمانا، فالحمد لك حمدا يوافي نعمك، و يكافي مزيدك على ما أوليتنا امتنانا، و الصّلاة و السّلام على مؤسس مجدهم، و مطلع شموس سعدهم، جدّهم سيدنا محمّد المصطفى، أجل كلّ منتخب و مصطفى، ما لمحت لمحات أنوارهم، و عبقت نفحات أسرارهم.
أمّا بعد، فإنّي كنت قبل ريعان الشّباب شغوفا بحبّ آل سيد الأحباب.
دامت عليه صلاة خلّاق الورى* * * و سلامه ما غرّدت ورقاء
عكوفا على اقتطاف أزهار أخبارهم، ولوعا باجتناء محاسن آثارهم، و كنت أودّ أن أنتظم في سلك خدمة هذا البيت، و أكون من المحسوبين على أعتاب هذا الرّحاب الّذي لا «لو» فيه، و لا «ليت».