ثم أمر بهم ابن زياد فبعث بهم إلى الشام ليزيد لعنه اللّه.
و لم يتقدّم في تاريخ الإسلام فجيعة، و لا رزيّة أفضع و أقبح و أخبث من قتل الحسين و أهل بيته و أصحابه على كثرة ما وقع في الإسلام من نكبات، و لذلك مقت يزيد بن معاوية و عبيد اللّه بن زياد، كلّ مسلم على وجه الأرض يحبّ اللّه و رسوله و أهل بيته منذ ذلك الحين حتّى وقتنا هذا و إلى ما شاء اللّه، و كلّ من شارك في ذلك أو ساعد عليه أو رضي به فهو ملعون بلعنة اللّه، و سوف يتولّى اللّه جزاءهم الجزاء الأوفى الذي يستحقّونه [2].
ما وقع عند موت الحسين من التغيّرات الكونية
قال الزهري: ما رفع بالشام حجر يوم قتل الحسين بن عليّ إلّا عن دم [3].
و قال أبو قبيل: لمّا قتل الحسين بن عليّ انكسفت الشمس كسفة حتّى بدت الكواكب نصف النهار حتّى ظننّا أنّها هي، يعني قيام الساعة [4].
[1]. الجامع الصحيح للترمذي 5: 659 و قال: «حديث حسن صحيح»، تهذيب الكمال 6: 400، البداية و النهاية 8: 161، ينابيع المودّة 3: 10 و فيه: «فجعل يضرب بقضيب في أنفه»، و هذا هو الصحيح، فلا معنى لقوله: فجعل يقول بقضيب.
[2]. قال الذهبي في سير أعلام النبلاء 3: 313: «ما شارك أحد في قتل الحسين إلّا مات ميتة سوء».
و سيأتي من المصنّف كلام عن ذلك.
[3]. المعجم الكبير 3: 113 بعدّة طرق، ثم ذكر بعض العلائم التي ظهرت حين قتله (عليه السّلام) و ما أصاب القتلة من العقاب و العذاب. مجمع الزوائد 9: 316 و قال: «رواه الطبراني، و رجاله رجال الصحيح» تهذيب الكمال 6: 434، سير أعلام النبلاء 3: 314. و ذكر ابن حجر في مجمع الزوائد الكثير من العلامات في الجزء التاسع باب مناقب الحسين (عليه السّلام).
[4]. المعجم الكبير 3: 114، مجمع الزوائد 9: 316 و قال: «رواه الطبراني، و إسناده حسن».
نام کتاب : الأنوار الباهرة بفضائل أهل بيت النبوة و الذرية الطاهرة نویسنده : أبو الفتوح عبد الله التليدي جلد : 1 صفحه : 190