نام کتاب : الأسرة وقضايا الزواج نویسنده : القائمي، علي جلد : 1 صفحه : 161
الفصل الثاني
الجَمال الباطني
كان البعض قديماً ـ وربما إلى اليوم ـ يتصور أنّ الزواج من امرأة جاهلة لا تعرف شيئاً ، ضعيفة نفسياً ، غضّة الجسم ، أمر يجلب السعادة الزوجية ، ذلك أنّها ستكون طوع اختيار الرجل . وفي مقابل هذا التصور من قبل بعض الرجال يوجد من بين النساء من تفكر بهذا النحو ، فتطمح للزواج من رجل ضعيف الشخصية يفتقد الإرادة ليكون مستسلماً لها ولإرادتها وذوقها ، مما يوفّر لها حرية مطلقة في التصرف .
إنّ الدين الإسلامي الحنيف يرفض تماماً مثل هذا المنطق ، وذلك لأنّ الهدف من تشكيل الأسرة لا ينحصر في هذه الأطر الحيوانية من توفير الطعام وإشباع الحاجة الجنسية . ومن يتزوج من أجل هكذا أهداف فقط فلن يحظى من الدنيا إلاّ بالقليل ؛ وحتى أولئك الذين يتزوجون من أجل المال أو الجمال عليهم أن يدركوا أن هذه المسائل مؤقتة ، إذ سرعان ما يزول تأثيرها وينتهي مفعولها ، وعندها لا يبقى سوى الشعور بالحرمان .
إنّ ما يمنح الحياة جمالها ويجعلها حلوة هو ذلك الجمال الباطني والمعنوي الذي يتجسد بالخلق الكريم ، الذي يرافق الإنسان دائماً ويكسبه أبعاده الشخصية ، كإنسانٍ له كرامته وأصالته . قِيم الكمال :
إنّ ما يمنح الحياة شكلها ورونقها هو كمال الإنسان ، لا جماله الظاهري أو ثراؤه المادّي ؛ وذلك لأن عقل الإنسان ، وفطنته ، وتقواه ، وعفّته ، هي التي تبعث
نام کتاب : الأسرة وقضايا الزواج نویسنده : القائمي، علي جلد : 1 صفحه : 161