نام کتاب : الأسرة وقضايا الزواج نویسنده : القائمي، علي جلد : 1 صفحه : 16
خطر ما أحد الزوجين فإنّهما يلجآن إلى بعضهما لتوفير حالة من الأمن ؛ يمكنهما من مواجهة الحياة والمضي قدماً . وعليه ، فإنّ الزواج ينبغي أن يحقّق حالة الاستقرار ، وإلاّ فإنّ الحياة سوف تكون جحيماً لا يطاق . ثانياً ـ التكامل :
ينتاب الفتى والفتاة لدى وصولهما سن البلوغ إحساس بالنقص ، ويتلاشى هذا الإحساس في ظل الزواج وتشكيل الأسرة ؛ حيث يشعر الطرفان بالتكامل الذي يبلغ ذروته بعد ولادة الطفل الأوّل .
ويؤثر الزواج تأثيراً بالغ الأهمية في السلوك ، وتبدأ مرحلة من النضج والاتجاه نحو الكمال ، حيث تختفي الفوضى في العمل والتعامل ، بعد أن يسعى كلّ طرف بإخلاصِ وصميميةِ تسديد الطرف الآخر وإسداء النُصح إليه ، وخلال ذلك تُولد علاقة إنسانية تعزز من روابط الطرفين ، وتساعدهما في المضي قدماً نحو الكمال المنشود . ثالثاً ـ الحفاظ على الدين :
ما أكثر أولئك الذين دفعت بهم غرائزهم فسقطوا في الهاوية ، وتلوثت نفوسهم ، وفقدوا عقيدتهم . ولذا، فإنّ الزواج يجنّب الإنسان السقوط في تلك المنزلقات الخطرة ؛ وقد ورد في الحديث الشريف : ( من تزوج فقد أحرز نصف دينه . . ) والزواج لا يَكْفُل للمرء عدم السقوط فحسب ، بل يوفّر له جواً من الطُمأنينة ، يمكّنه من عبادة الله سبحانه والتوجه إليه ، ذلك أن إشباع الغرائز بالشكل المعقول يخلّف حالة من الاستقرار النفسي الذي يعتبر ضرورة من ضرورات الحياة الدينية .
وعلى هذا ، فإن الزواج الذي يعرّض دين الانسان إلى الخطر ، الزواج الذي يخلّصه من الوقوع في حبائل الغريزة الجنسية ليقع في حبائل أخرى مثل الكذب والخيانة والممارسات المحرّمة ، لا يمكن أن يعتبر زواجاً ؛ بل فخاً جديداً للشقاء ، والزواج الذي تنجم عنه المشاكل والنزاعات ، وايذاء الجيران بالصراخ . . . الزواج الذي يكدّر صفو الأقرباء والأصدقاء ليس زواجاً ، بل عقاباً .
نام کتاب : الأسرة وقضايا الزواج نویسنده : القائمي، علي جلد : 1 صفحه : 16