نام کتاب : الأسرة وقضايا الزواج نویسنده : القائمي، علي جلد : 1 صفحه : 11
أساس الحياة المشتركة :
تحتاج الحياة الزوجية المشتركة إلى مراعاة مجموعة من القواعد والضوابط ، التي لا يمكن بدونها الاستمرار في تلك الحياة ، ذلك ؛ أنّ الحياة الزوجية إنّما تقوم على المودّة والحب ؛ لكي يمكن العيش في ظِلال من الطمأنينة والسلام ، يمكن خلالها طي الطريق والوصول إلى الكمال المنشود .
فالحياة المشتركة الخالية من آثار الحب والتضحية والتسامح تافهة ، لا معنى لها . والحياة بدون المودّة والإحترام المتبادل حياة مذلّة لا قيمة لها ، بل لا يمكن أن نسمِّيها حياة .
إنّ ما يبعث على الأسف أن يجعل الزوجان من البيت جبهة للقتال ، أو معسكراً حربياً ، أو سجناً رهيباً ، تطغى فيه صرخات الغضب والكراهية على رفرفات السلام . فالزوجان اللذان يخفقان في النفوذ إلى روح كل منهما لا يمكنهما أبداً تحقيق جو عائلي آمن ، وحياة مشتركة هادئة ؛ ولذا فإنّ الإسلام قد عيّن حقوقاً وضوابط في الحياة الزوجية ، ودعا الرجل والمرأة إلى الإلتزام بها ، وأن يخطو كلٌّ منهما ضمن المسافة المحدّدة له ، في مسار من شأنه أن يجنّب الطرفين احتمالات التصادم ونشوب النزاع .
الزواج والواجب :
من خصائص عقيدتنا الإسلامية ذلك التأكيد العميق على الزواج . وعلى هذا ، فلا يمكن للرجل والمرأة ـ على حد سواء ـ الاستمرار في حياة العزوبية ، مهما حاولا ذلك ، والطريق الوحيد في الاستمرار في الحياة هو في الاحترام المتبادل بين الطرفين ، لا في الإذلال والاستخفاف . وهذه المسألة ضرورية من ناحيتين :
الأولى : قداسة الزواج كرباط الهي .
الثانية : تحمّل مسؤولية تربية وتوجيه الأبناء . إنّ الحصول على الولد وحده ليس مدعاة للفخر والاعتزاز ، بل إنّ ما يبعث على الاعتزاز ـ في الواقع ـ هو تربية الأبناء ، وبناء شخصيتهم ، وتقديمهم
نام کتاب : الأسرة وقضايا الزواج نویسنده : القائمي، علي جلد : 1 صفحه : 11