نام کتاب : الامام المهدي (عج) من المهد إلى الظهور نویسنده : القزويني، السيد محمد كاظم جلد : 1 صفحه : 48
برّا أو بحرا، أي يورثهم اللّه أرض الكفّار من العرب و العجم، و يجعلهم اللّه تعالى يتصرّفون في الأرض و يحكمون فيها كما استخلف اللّه تعالى بعض أوليائه من قبل، و أعطاهم السلطة و الإمكانيات و القدرة في تطبيق دين اللّه الذي ارتضاه لهم، و تتبدّل حالة خوفهم الى حالة الأمن و الأمان، لا يخافون أحدا إلاّ اللّه، و لا يقدر عليهم أحد من أصحاب القدرة و السلطة، يعبدون اللّه تعالى بلا خوف و لا تقيّة من أحد، و يتجاهرون بالحق بكل وضوح.
و خلاصة البحث: أنّ اللّه تعالى وعد المؤمنين الصالحين من هذه الأمّة بمجتمع طاهر من كل رجس، و حياة طيبة مقدسة فاضلة، هذا هو المعنى الظاهري للآية الكريمة.
أقول: إنّ هذا الوعد الإلهي-المؤكّد بلام القسم ثلاث مرات؟ و بنون التأكيد ثلاث مرات ايضا-لم يتحقق الى يومنا هذا، و متى كان المؤمنون الصالحون يتمكّنون من الحكم على الناس و تطبيق الإسلام بكل حرية، و بلا خوف من أحد؟!.
و من هم المؤمنون الذين عملوا الصالحات الذين وعدهم اللّه تعالى بهذا الوعد العظيم؟!.
و لو راجعت تاريخ الإسلام و المسلمين منذ طلوع فجر الإسلام الى يومنا هذا لعلمت علم اليقين أنّ وعد اللّه تعالى لم يتحقّق خلال ألف و أربعمائة سنة.
إنني لا أظن أنّ مسلما منصفا يقبل ضميره بأن يكون المقصود من الذين آمنوا و عملوا الصالحات هم الأمويون، أو العباسيون، لأن التاريخ المتفق عليه
نام کتاب : الامام المهدي (عج) من المهد إلى الظهور نویسنده : القزويني، السيد محمد كاظم جلد : 1 صفحه : 48