نام کتاب : الاجتهاد والتقليد نویسنده : الصدر، السيد رضا جلد : 1 صفحه : 293
كلّ من مفهوميهما معنى إيجابي.
أمّا اعتبار هذا المعنى في مفهوم الفاسق فظاهر.
و أمّا اعتباره في مفهوم العادل؛ فلأنّ العدالة أمّا ملكة، أو استقامة في الأفعال، أو حسن ظاهر، و كلّ واحد من هذه المعاني أمر إيجابي حتّى الأخير منها.
كيف و هو ظهور الصلاح و حسن الفعال؟
و التحقيق: أنّ تقابلهما من قبيل التضادّ المشهوري لا التضادّ الحقيقي، فهما من قبيل الضدّين اللذين قد يوجد لهما ثالث، فيصحّ ارتفاعهما عن موضوع واحد بأن لا يكون الرجل عادلًا، و لا فاسقاً، و ذلك مثل المكلّف في ابتداء زمان تكليفه إذا لم تتهيّأ له ظروف ارتكاب الكبيرة، و مثل المكلّف الذي يأتي بواجباته بداع إلهي، و لكن يترك المحرّمات بداع غير إلهي، و مثل الفاسق التائب من فسقه في أوّل زمان توبته؛ إذ لا يصدق عليه الفاسق؛ لأنّه متلبّس بترك الفسق، و إنّ التائب من الذنب لا ذنب له، و لا يصدق عليه العادل؛ لما مرّ من اعتبار مضيّ مقدار من الزمان على ترك الفسق حتّى يوصف بالعادل بأيّ معنى أُريد من العدالة.
ثمّ إنّ الموصوف بالعدالة و الفسق من وضع عليه قلم التكليف، فمن كان القلم عنه مرفوعاً كالصغير و المجنون خارج عن المقسم بينهما، و كذا النائم، فإنّ ارتكابه الكبيرة حال ما يراه من الرؤيا غير موجب لصدق عنوان الفاسق عليه شرعاً؛ لانصراف ارتكاب الكبائر إلى حال اليقظة، و لأنّ الإنسان في حال النوم غير الإنسان في حال اليقظة.
إنّ بعض القوى الحاكمة على الإنسان في حال النوم مغاير للقوى الحاكمة عليه في حال اليقظة.
إنّ العاقل قد يرضى في حال الرؤيا بأُمور لا يرضاها قطعاً في حال اليقظة.
و الفرق بين العادل عند الناس و بين العادل عند الشرع أنّ ارتكاب الذنب مرّة واحدة غير مضرّ بصدق العادل عند الناس مع كونه مضرّاً بالعدالة عند الشرع، كما سيجيء.
نام کتاب : الاجتهاد والتقليد نویسنده : الصدر، السيد رضا جلد : 1 صفحه : 293