و قال اللّه تعالى: فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ.*[2]
الاستدلال بآية النفر:
و تقريب الاستدلال بالآية الأولى التى سمّيت عندهم بآية النفر، هو انّ المأمور به فيها هو الإنذار، و المقصود من الإنذار بيان الأحكام الشريعة الواجبات و المحرّمات للمؤمنين، بشهادة نفس الآية، فانّ الظاهر منها كون الإنذار نتيجة التفقّه فى الدّين.
كر اللازم و اريد منه الملزوم.
و كلمة (لعلّ) فى الآية، مفيدة للتوقيع على الحذر و التوقّع من ناحيته تعالى شأنه العزيز، هو المطلوبيّة الذاتيّة، و مقتضية للإتيان، فكلمة لعلّ فى الآية تفيد بانّ الحذر مطلوب للّه تعالى.
كلمة (الحذر) فى الآية الكريمة:
و من المعلوم أن الحذر فعل اختيارىّ للإنسان، و قد جعل فى الآية الكريمة غاية الإنذار الواجب، فيكون الحذر واجبا بالاولويّة القطعيّة، لظهور انّ الوجوب المغيّى قد نشأ من وجوب الغاية.
و الحذر فى العرف و اللّغة بمعنى التحرّز عن الشىء فهو من الأفعال الخارجيّة و ليس بأمر نفسانىّ.
فالحذر فى الآية الكريمة كناية عن العمل بما اخبر به النافرون، و هم الرواة و المجتهدون العارفون بالأحكام، و العمل بخبر المجتهد هو التّقليد عنه.