فان العدالة صفة تمنع عن ارتكاب الإثم، و العصمة و هى التى تمنع عن الفكر فى ارتكابه و الميل اليه.
العصمة المطلقة:
على انّ العصمة قوّة قدسيّة تحفظ، مقام العصمة عن الخطأ بجميع مراتبه و السهو ايضا بشهادة قوله تعالى: أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ.[2]
فلو لم يكن الرسول الأعظم و أئمة الدّين معصومين عن الخطاء و الزلل و السهو و النسيان، للزم انّ امره تعالى شأنه، امر بارتكاب الزلل و الخطاء
حيث انه تعالى جعل اطاعة الرسول و اولى الأمر واجبا خلف اطاعته، فهذا يدلّ على انّ اوامرهم و نواهيهم ليس مما يخطّ اللّه و يبغضه، بل كلّها مما امر اللّه به من الكتاب و الحكمة الالهيّة للسّعادة البشريّة و الفوز بالجنّة.
نتيجة البحث:
نتيجة البحث انّ العصمة مرتبة عالية فوق مراتب العدالة الشاملة لها بجميع مراتبها مع انّ العصمة هى الصفة القدسيّة التى افاضها اللّه تعالى الى انبيائه و الى أئمة الدّين الذين كانوا هم المعصومين من الاثم بجميع اقسامه و احواله حتّى الفكر و التخيّل الى نحوه.
مع ان العصمة المطلقة للمعصوم هى التّحفظ عن الخطأ و الزلل و السهو و النسيان، لوجود قوّة الهيّة ربانيّة من اللّه تعالى شأنه فيهم، على انّ لهم ولاية تكوينية تصرفيّة فى العوالم الخلقيّة، مضافا الى الولاية التشريعية فى الأوامر و النواهى الدينيّة، و بيان