لي، وأنتم تحولون بيني وبينه وتضربون وجهي دونه. فلما قرعته بالحجة في الملأ الحاضرين هبّ لا يدري ما يجيبني به" [1].
وكلامه (صلوات الله عليه) وكلام غيره في ذلك أكثر من أن يحصى. وقد ذكرنا الكثير منه في جواب السؤال الثالث والرابع من الجزء الثاني من كتابنا المذكور.
الاستدلال من أجل الاحتجاج والإنكار
الثاني: الاحتجاج والإنكار على من خرج عن الحق وخالفه، وتبكيته وإحراجه، إما برجاء ارتداعه ورجوعه للحق، أو لكشف حقيقته وسوء موقفه، لئلا يضل الناس به، أو لبيان المبرر لبعض المواقف السلبية منه، أو لنحو ذلك.
وهذا في الحقيقة نحو من الاحتكاك والمواجهة للطرف المقابل، وقد لا تسمح به الظروف، لإصرار الخصم وعنجهيته وقسوته. فإن أمير المؤمنين (عليه السلام) فيما يبدو كان مكلفاً بأمرين لهما الأولوية على المطالبة بحقه.
أهمية حفظ كيان الإسلام العام
الأول: حفظ كيان الإسلام العام وبقاء دعوته الشاملة بين مجموعة كبيرة من الناس ذات قوة وعدد، بحيث تهتم بنشره والدفاع عنه، ولو من أجل مصالحها الشخصية، ليتسنى للأمم البعيدة سماع دعوته والتعرف
[1] نهج البلاغة 2: 84ـ85 واللفظ له / والإمامة والسياسة 1: 126ـ127 ما كتب علي لأهل العراق.