لا يظن بمسلم أن ينسب لله عزّ وجلّ ظلم العباد. ولو وسوست له نفسه بذلك فلا يظن أنه يستطيع أن يعلن عنه ويجهر به بعد أمرين:
الأول: التأكيد في الكتاب المجيد والسنّة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة وأحاديث مستفيضة.
الثاني: ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عزّ وجلّ المطلق وحكمته، واستغنائه عن الظلم، وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة. ووضوح ذلك يغني عن إطالة الكلام فيه.
نعم وقع الخلاف بين المسلمين في أمرين:
الأول: التحسين والتقبيح العقليين.
والثاني: الجبر والاختيار في أفعال الإنسان، وكيفية القضاء والقدر.
وهذا الخلاف في هذين الأمرين قد ينتهي بالآخرة للخلاف في عدل الله سبحانه وتعالى.