وأخبرني أبو علي أنه سأل أبا محمد (عليه السلام) عن مثل ذلك، فقال له: العمري وابنه ثقتان، فما أديا إليك عني فعني يؤديان، وما قالا لك فعني يقولان، فاسمع لهما وأطعهما فإنهما الثقتان المأمونان.
فهذا قول إمامين قد مضيا فيك. قال: فخرّ أبو عمرو ساجداً وبكى، ثم قال: سل حاجتك. فقلت له: أنت رأيت الخلف من بعد أبي محمد؟ فقال: إي والله، ورقبته مثل ذ، وأومأ بيده. فقلت له: فبقيت واحدة. فقال لي: هات. قلت: فالاسم؟ قال: محرم عليكم أن تسألوا عن ذلك.
ولا أقول هذا من عندي، فليس لي أن أحلل وأحرم، ولكن عنه (عليه السلام) فإن الأمر عند السلطان أن أبا محمد مضى ولم يخلف ولد، وقسم ميراثه، وأخذه من لا حق له فيه. وهو ذا عياله يجولون ليس أحد يجسر أن يتعرف إليهم أو ينيلهم شيئ، وإذا وقع الاسم وقع الطلب، فاتقوا الله وأمسكوا عن ذلك" [1].
وأبو عمرو هذا هو الشيخ الجليل عثمان بن سعيد، السفير الأول للإمام الحجة المنتظر (عجل الله فرجه الشريف)، كما كان وكيلاً عن جده وأبيه الإمامين العسكريين (صلوات الله عليهم).
هذا ما تيسر لنا العثور عليه من النصوص الدالة على إمامة الأئمة الاثني عشر (صلوات الله عليهم). وهي بنفسها تكفي في إثبات إمامتهم وخلافتهم للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في شؤون الدين والدني، فضلاً عما إذا انضم