وفي حديث سعيد السمان أنه (عليه السلام) قال: "وإن عندي لسيف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ودرعه ولامته ومغفره... وإن عندي لراية رسول الله..." [1]. ونحوهما غيرهم.
جريان الإمامة في الأعقاب من الوالد لولده
الثانية: ما أشرنا إليه آنفاً من الأحاديث المتضمنة أن الإمامة بعد الحسن والحسين (عليهم السلام) تجري في الأعقاب من الأب لولده، ولا تكون في أخ ولا عم ولا خال، وفي بعضها الاستدلال بآية أولى الأرحام. وقد ورد بعض هذه الأحاديث عن الإمام الباقر (عليه السلام) الذي ثبتت إمامته بما سبق.
ففي حديث أبي حمزة عنه: "قال: يا أبا حمزة إن الأرض لن تخلو إلا وفيها عالم منّ، فإن زاد الناس قال: قد زادو، وإن نقصوا قال: قد نقصو، ولن يخرج الله ذلك العالم حتى يرى في ولده من يعلم مثل علمه أو ما شاء الله" [2].
وفي حديث أبي بصير عنه (عليه السلام) : "في قوله عزّ وجلّ: ((وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ)) إنها في الحسين (عليه السلام) ينتقل من ولد إلى ولد، ولا ترجع إلى أخ ولا عم" [3].
وإذا كانت الإمامة في أولاد الإمام الباقر (عليه السلام) بمقتضى هذه النصوص فلابد أن تكون في الإمام الصادق (عليه السلام)، لعدم ظهور المنازع له من إخوته. ولو فرض وجوده في وقته فقد انقرض وماتت دعوته، ولا ناطق بها الآن.