اللاحقة، وللتعارض والإجمال بسبب اشتباه الناسخ بالمنسوخ، وخفاء كثير من القرائن المحيطة بالكلام.
وقد تعرضنا لكثير من ذلك في جواب السؤال الثامن من الجزء الثالث من الكتاب المذكور.
كما تعرض الكتاب المجيد والسنة الشريفة للتأويل حسب اختلاف الاجتهادات والتخرصات والأهواء، تبعاً لتطور المجتمع الإسلامي وتفاعله مع المستجدات، ومحاولة توجيه الوظيفة الدينية فيها بما يناسب ذلك.
ويتضح ذلك بأدنى نظرة في حال المجتمع الإسلامي في جميع عصوره، حيث الاختلاف في الدين والجهل به وسوء تطبيقه والشقاق والتناحر والتنافر، حتى انتهى حال الإسلام والمسلمين نتيجة ذلك إلى ما هما عليه اليوم من الوهن والهوان والتعقيدات غير القابلة للحل مادام المسلمون لا يتفقون على مرجع في الدين يجب على الكل القبول منه، ولا يجوز لأحد الخروج عن قوله، لتميزه عنهم بالنص من الله تعالى غير القابل للتشكيك والتأويل.
ومن ثم كان المتعين لحفظ الدين من التحريف والضياع أن يجعل الله سبحانه بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من يحمله ويبلغ به، بنحو يؤمن عليه، ويقطع عذر الجاهل به، ويسدّ الطريق على المحرف له.