لا ينبغي التأمل في أن الغرض الداعي للنبوة ـ سواء قلنا بوجوبها أم لم نقل ـ لا يتم إلا بتشريع الإمامة في الدين بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
وذلك لأن الغرض من النبوة ليس هو تعريف الأمة بالدين في خصوص عصر صاحب الشريعة وحامل رسالته، كنبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في دين الإسلام، بل هو تعريف جميع الأمة به في جميع العصور المتعاقبة مادام هناك من يجب عليه أن يعتنق ذلك الدين ويحمل دعوته.
وحيث كان الإسلام خاتم الأديان، وشريعته خاتمة الشرائع، ويجب على الناس اعتناقه إلى يوم القيامة، فلابد من تمامية طرق التعريف به وبيان حقيقته في شؤون العقيدة والعمل مادام في الأرض إنسان صالح للتكليف،