الواضحة، حيث لا معنى مع ذلك للثقة به في بعض ما يتعلق بها من حوادث تؤيدها أو تؤكدها أو تقف ضده، إذ كما تعمد الخروج عن الحقيقة المذكورة، أو عمِيَ عنه، مع وضوحها وجلائه، كذلك يمكن أن يتعمد إهمال تلك المؤيدات والمؤكدات، أو يعمى عنه، أو يتشبث بالطحالب والأكاذيب ضده.
نعم بعد معرفة الحق بأدلته القوية وبراهينه الجلية قد يتسنى حسن الظن بإخلاص الطائفة التي تدين به وصدق لهجة أفراده. ولاسيما إذا كان الحق الذي لزمته ودعت إليه ضعيفاً مادياً يعاني من الضغوط والمطاردة من قبل القوى الفاعلة، فإن تمسك ذوي المعرفة به مع كل ذلك يناسب إخلاصهم واهتمامهم بالحقيقة للحقيقة، ونبل مقاصدهم، المناسب لحسن الظن بهم، أو القطع بصدقهم.
غاية الأمر أن ذلك وحده لا يكفي في إثبات أنهم على الحق قبل النظر في دليلهم.
لابد من وضوح أدلة الإمامة
الأمر الثالث: حيث كانت الإمامة من أهمّ أسباب خلاف الأمة وافتراقه، بحيث يرى كل فريق ضلال غيره وهلاكه، فلابد من كون الاستدلال عليها نفياً وإثباتاً من الرصانة والقوة بحيث يجعلها من الواضحات الجلية، وتكون بيضاء ليلها كنهاره، ليكون الاختلاف فيها اختلافاً بعد قيام البينة ووضوح الحجة، والخروج عنها سبباً في الهلاك