بل تنحصر محنة الأديان السماوية بذلك، لأنها في مأمن من القصور والتناقضات الذاتية بعد أن كانت مشرعة من قبل الله عزّ وجل، وهو الخالق المدبّر اللطيف الخبير الحكيم والذي ((يَعلَمُ خَائِنَةَ الأعيُنِ وَمَا تُخفِي الصُّدُورُ))[1] و ((لاَ يَعزُبُ عَنهُ مِثقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأرضِ))[2] وهو ((بِكُلِّ شَيءٍ مُحِيطٌ))[3]. حيث لابد من كون النظام الذي يشرعه هو الأكمل، والصالح للتطبيق من دون أن تترتب عليه شيء من السلبيات.
تحذير القرآن الكريم من التفرق في الدين
ولعلّه لذا حذّر القرآن الكريم من التفرق والاختلاف، وحثّ على الوحدة والوفاق، وأكد على ذلك وشدد فيه.
قال سبحانه وتعالى: ((وَاعتَصِمُوا بِحَبلِ الله جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُو))[4].