كتاب الإمام الحسين (عليه السلام) لأخيه محمد بن الحنفية
ومنها: كتاب الحسين (عليه السلام) من مكة لأخيه محمد بن الحنفية.
وفيه: "بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي إلى محمد بن علي ومن قبله من بني هاشم. أما بعد فإن من لحق بي استشهد، ومن لم يلحق بي لم يدرك الفتح. والسلام" [1].
فتراه (صلوات الله عليه) وهو في مكة قبل أن يذهب للعراق يعلن أنه ومن معه سوف يستشهدون، ثم يرى أنهم بذلك فاتحون، وأن من لم يلحق به يفوته الفتح المذكور.
وأي فتح هذا بعد القتل؟! لو لم يكن (صلوات الله عليه) صاحب رسالة يرى الفتح في الشهادة، من أجل حفظها من حكام الجور، الذين يقودون حركة الردة ضده، في محاولة تحريفها وطمس معالمها وخنق صوته. ويعلم بنجاحه في قصده، وتحقق ما يستتبع تلك الشهادة من الفتح العظيم بتجديد حيوية الدين وفاعليته، وسقوط حرمة الظالمين، وما استتبع ذلك من حسن الذكر له (عليه السلام) ولمن معه ولدعوته عموماً في الدني، وعظيم الأجر في الآخرة الذي كان (عليه السلام) على بصيرة منه وطمأنينة إليه.
ويشير إلى ذلك حديث ولده الإمام علي بن الحسين زين
العابدين (عليه السلام) مع إبراهيم بن طلحة.. فحينما رجع (عليه السلام) بالعائلة المفجوعة إلى المدينة المنورة استقبله إبراهيم بن طلحة بن عبيد الله، وقال: "يا علي بن