وزيارات أمير المؤمنين والحسين (عليهم السلام) وغيرها مما هو كثير جد، فضلاً عن ملاحظة كتب الحديث الشريف وما تضمنته من معارف ومفاهيم سامية.
خطبتا الصديقة فاطمة الزهراء (عليه السلام)
ومن أعجب ذلك ما يراه الإنسان في خطبتي الصديقة فاطمة الزهراء (صلوات الله عليه)، حيث طرقت أبواباً من المعارف لا تتناسب مع وضعها الطبيعي كامرأة لا يتجاوز سنها الثامنة والعشرين سنة على أكثر ما قيل، بل الظاهر أنها لم تتجاوز الثامنة عشرة.
مع ما هي عليه من الصون والخدر، حتى ورد عنها أنها كانت تقول: خير للمرأة أن لا ترى الرجل ولا يراها [1]، وما كانت عليه من مكابدة شظف العيش، حيث الفقر والحاجة الملحّة، ومشاغل البيت ومتاعبه المنهكة، وما تعرضت له من خمس ولادات في مدة ثمان سنين من زواجه.
ومع انحصار مصادر معرفتها بأبيها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وزوجها أمير المؤمنين (عليه السلام)، وهما في معترك المشاغل في الدعوة للإسلام ونشره والجهاد في سبيله وتوطيد أركانه، وما يستتبع ذلك من التعرض للمضايقات والمقاومات، والمشاكل والحروب الكثيرة، والانشغال بسياسة المسلمين وإدارة شؤونهم.
ثم تعرضت لأعظم مصيبة بفقد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وما تلاها من انتهاك حرمتها وحرمة بيته، وغصب الخلافة منهم (صلوات الله عليهم)،