من شواهد صدق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في دعوته: ما جاء به من التشريع المستوعب لمختلف جوانب الحياة، في علاقة الإنسان بالله تعالى في عبادته وشكره وأداء حقه، ثم علاقته بأسرته وبمجتمعه في مصبحه وممساه، وتنظيم مكاسبه ورزقه، وما عليه من الحقوق المالية التي يتم بها التكافل الاجتماعي بين المسلمين، وبقية جوانب اقتصادهم ككيان عام، وموقفهم مع أعدائهم في حروبهم وسلمهم، ثم تعامل الإنسان مع غرائزه ونوازعه، ومع كل صغيرة وكبيرة من شؤون حياته وحتى بعد موته.
مع ما عليه هذا التشريع من التكامل الفريد، حيث نراه لا يتجاهل غرائز الإنسان ونوازعه، بل يحاول أن يعطي كل غريزة حقه، مع محاولة تعديلها وكبح جماحه، لئلا تتجاوز حدوده، بنحو يضرّ بالإنسان أو بالمجتمع الذي يعيش فيه.
ولسنا الآن بصدد بيان تناسق التشريع وكماله ووفائه بحاجة المجتمع الإنساني وصلاحه واستقامة مسيرته على طول الخط، كما هو المناسب