عنه، فما يصدر عنهم صادر عنه ومن فيض بركته، فهو شاهد لنبوته ومؤكد لصدق دعوته. كما أنه يكون شاهداً على أنهم (صلوات الله عليهم) ورثته وحملة علمه.
وتلك الكرامات قد بلغت من الكثرة وشيوع النقل حداً يزيد على التواتر الإجمالي بمراتب. بل ربما تواتر كثير منها تفصيل، كما يظهر بمراجعة ما ذكره المسلمون عموماً في تاريخ حياته وشرح سيرته (صلى الله عليه وآله وسلم)، وما ذكروه ـ خصوصاً الشيعة منهم ـ في حق الأئمة من أهل بيته (صلوات الله عليهم).
شواهد صدق نسبة هذه الكرامات
وربما يخفى ذلك على كثيرين، لإعراضهم عن الفحص والنظر، فيستحكم في نفوسهم احتمال افتراء المسلمين ذلك كله من أجل تكثير الحجج على صحة الإسلام، لأن نقل ذلك إنما تمّ من طريق المسلمين دون غيرهم.
ولذا يحسن بنا التنبيه على أمور حقيقة بالتأمل، تزيد هذا الأمر وضوحاً وجلاءً، ولا يبقى معها مجال لهذا الاحتمال.
كثير منها لم تسجل من أجل الاحتجاج
الأمر الأول: أن كثيراً من هذه الأمور لم يسجل تاريخياً من أجل الاحتجاج به، ليتوهم أنه أمر متكلف قد اخترع من أجل تكثير الحجج للمسلمين على دينهم، بل كثير منه قد ذكر عابراً في ضمن سرد تاريخي من دون تركيز عليه، حيث يناسب ذلك كون ذكره عفوي، كسائر