أن القرآن الكريم قد اشتمل على بعض الحقائق العلمية بنحو لا يتناسب مع ما كانت عليه الجزيرة العربية من الجهل، والبعد عن مراكز الثقافة. بل قد لا يناسب الثقافة العلمية في عصر البعثة.
منها: قوله تعالى: ((وَتَرَى الجِبَالَ تَحسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنعَ اللهِ الَّذِي أتقَنَ كُلَّ شَيءٍ إنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفعَلُونَ))[1]. فإن حركة الجبال تبتني على دوران الأرض، أو سير المجموعة الشمسية باتجاه خاص. وكلاهما غير معروف في ذلك العصر.
ومنها: قوله سبحانه: ((اللهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيرِ عَمَدٍ تَرَونَهَ))[2]. وقوله عزّ وجلّ: ((خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيرِ عَمَدٍ تَرَونَهَ))[3]، حيث يشير ذلك إلى تماسك السماء والأرض بروابط غير مرئية. كما صرح بذلك في حديث الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) : "قلت له: أخبرني عن قول الله: ((وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الحُبُكِ)) فقال: هي محبوكة إلى الأرض، وشبك بين