responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اصول العقيدة نویسنده : الحكيم، السيد محمد سعيد    جلد : 1  صفحه : 100

ولابد من كون المعجزة بحدّ من الظهور والقوة بحيث تفرض نفسه، وتنبئ عن حقه، ولا يردها إلا المعاند والمكابر، نظير ناقة صالح، وعصى موسى، وإبراء الأبرص والأكمه وإحياء الموتى من عيسى على نبينا وآله و(عليهم الصلاة والسلام).

ومع كل ذلك نرى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد جعل معجزته العظمى التي يستدل بها على دعوته، ويتحدى بها خصومه كلاماً مجرداً نسبه لله تعالى، من دون أن يكون موثقاً منه سبحانه بشهادة ناطقة أو بخط معروف، أو بتوقيع، أو غير ذلك مما يثبت صدق نسبة ذلك الكلام له عزّ وجلّ. ومن الظاهر أن الكلام العادي غير الموثق لا يصلح لإثبات أي دعوى مهما هانت، كاستحقاق درهم فما دونه، فكيف يثبت مثل هذه الدعوى العظمى؟!.

فلولا أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قد عرف عظمة الكلام الذي جاء به، وعلوّ رتبته، وأنه يثبت نفسه بنفسه، وهو من سنخ المعاجز الخارقة القاهرة الخارجة عن قدرة البشر، لكان إقدامه على الاحتجاج به على هذا الأمر العظيم في غاية التفاهة والسذاجة، ومدعاة للهزء والتندر والسخرية. وهو (صلى الله عليه وآله وسلم) بلا ريب أرفع شأناً من ذلك حتى لو لم يكن نبي، كما ذكرن.

وقد يقول القائل: إنه قد أقدم على مثل ذلك غيره ممن ادعى النبوة بعده، كطليحة [1]، ولم يكن كلامه معجز.

لكنه يندفع بأنه بعد أن فتح الباب به (صلى الله عليه وآله وسلم) لمعجزة الكلام،


[1] الكامل في التاريخ 2: 344 في ذكر خبر طليحة الأسدي طبعة دار صادر ـ بيروت 1385ه.

نام کتاب : اصول العقيدة نویسنده : الحكيم، السيد محمد سعيد    جلد : 1  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست