والعواصم العلميّة فيها ، كالنجف الأشرف ، واطّلع عليها كبار الفقهاء ، ووقف عليها رجالات الحديث والكلام والعلماء الأعلام في سائر العلوم ، أكبروها غاية الإكبار ، وأثنوا عليها وعلى مؤلّفها العظيم الثناء البالغ الجليل ، وأرسلوا إلى السيّد المؤلّف ونجله رسائل التقريظ والتبجيل ، شاكرين الله تعالى على هذه النعم ومعبّرين عن غاية سرورهم واعتزازهم بهذه الموهبة . وقد جمعت نصوص تلك التقاريظ في كتاب سمّي ب - ( سواطع الأنوار في تقاريظ عبقات الأنوار ) ، ونحن نكتفي بذكر نصوص بعضها : [1] تقريظ سيّد الطائفة في عصره المجدّد السيّد الميرزا الشيرازي ( 1 ) بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أبدع بقدرته على وفق إرادته فطرة الخليقة ، وكلاًّ بحسب قابليّته ما يليق به من صبغة الحقيقة ، فعلّم آدم الأسماء ، واصطفى أكابر ذرّيّته ، وخلّص صفوته للبحث عن حقائق الأشياء ، والاطّلاع على ما في بطون الأنبياء فألهمهم علوم حقائقه ، وأعلمهم نوادر دقائقه ، وجعلهم مواضع ودائع أسراره ، وطالع طوالع أنواره ، فاستنبطوا وأفادوا ، واستوضحوا وأجادوا ، والصلاة
[1] هو السيّد الميرزا محمّد حسن الشيرازي النجفي ، أعظم علماء عصره وأشهرهم ، وأعلى مراجع الإماميّة في الأقطار الإسلاميّة في زمانه ، حضر على الشيخ محمّد تقي صاحب حاشية ( المعالم ) والسيّد حسن المدرّس ، والشيخ محمّد إبراهيم الكلباسي في أصفهان ، وفي النجف الأشرف على الشيخ صاحب ( الجواهر ) ، والشيخ الأنصاري ، والشيخ حسن آل كاشف الغطاء ، وكان أيّام زعامته مقيماً في سامراء المشرّفة ، وقصّة ( التنباك ) وفتواه بتحريمه مشهورة . ولد سنة 1230 وتوفّي سنة 1312 . ( أعلام الشيعة )