responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : استخراج المرام من استقصاء الإفحام نویسنده : الحسيني الميلاني، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 261


وبعد ، فإنّ العلماء قد اختلفوا في معنى الآية المباركة على قولين ، فذهب الأكثر إلى الأخذ بظاهرها ، وقالوا بأنّ ذريّة آدم كانوا في عالم الأرواح ذوي عقول - كما هم في هذا العالم - وقد أخذ منهم الميثاق ، وقال جماعة - منهم السيّد المرتضى - بتأويل الآية على معنىً آخر ، وهذا نصُّ عبارة السيّد في الكتاب المذكور :
« إنّه تعالى لمّا خلقهم وركّبهم تركيباً يدلّ على معرفته ويشهد بقدرته ووجوب عبادته ، وأراهم العبر والآيات والدلائل في غيرهم وفي أنفسهم ، كان بمنزلة المشهد لهم على أنفسهم ، وكانوا - في مشاهدة ذلك ومعرفته وظهوره فيهم على الوجه الذي أراده الله تعالى وتعذر امتناعهم منه وانفكاكهم من دلالته - بمنزلة المقرّ المعترف وإن لم يكن هناك إشهاد ولا اعتراف على الحقيقة ، ويجري ذلك مجرى قوله تعالى : ( ثمّ استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين ) وإن لم يكن منه تعالى قول على الحقيقة ولا منهما جواب ، ومثله قوله تعالى : ( شاهدين على أنفسهم بالكفر ) ونحن نعلم أنّ الكفّار لم يعترفوا بالكفر بألسنتهم ، وإنّما لما يظهر منهم ظهوراً لا يتمكّنون من دفعه كانوا بمنزلة المعترفين به . . . » [1] .
فدلَّ هذا الكلام منه على أنّه غير منكر لأصل الميثاق ، وإنّما له كلامٌ في كيفيّته ، وله رأي في تأويل الآية .
رأي الغزالي في خبر الميثاق وهذا بخلاف الغزّالي مثلاً - من علماء القوم - فإنّه ينكر أصل الميثاق كما في كتابه ( المضنون به على أهله ) :



[1] الغرر والدرر = أمالي السيّد المرتضى 1 : 30 .

نام کتاب : استخراج المرام من استقصاء الإفحام نویسنده : الحسيني الميلاني، السيد علي    جلد : 1  صفحه : 261
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست