responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 205


واعلموا أنّ الأمل يسهى العقل ، وينسى الذّكر فأكذبوا الأمل فإنّه غرور ، وصاحبه مغرور .
اقول : احاطته بكلّ شيء : علمه بكليّات الاشياء ، وجريانها ، وعلمه وقوّته على كل شيء : استيلاء سلطان قدرته على كل مقدور ، وارهاق الاجل : سرعة لحوقه ، وشغله اى : بأهوال الآخرة .
والكظم : مجرى النفس والاخذ به كناية : عن الموت ، ونبّه على وجوب الحذر من مخالفة اللَّه بضمير صغراه قوله : فانّه لم يخلقكم عبثا ، اى : خاليا عن وجه الحكمة بل ليستكملوا في الدنيا ، واشار الى وجوه حكمته في خلقهم والطافه في حقّهم ، من انزال الكتاب وبعث الرسول صلى اللَّه عليه وآله ، واكمال دينه الَّذى ارتضى لهم ، وتقدير الكبرى وكلّ من كان كذلك فواجب ان يحفظ حقوقه ، ويحذر من تضييع ما استودعه . والرخصة هنا : المساهلة في تنويع المأكل والمشرب وغيره ، من المباحات فانّ ذلك مظنّة الخروج فيها عن حدّ الاباحة الى مالا ينبغي في الدين ، ومذاهب الظلمة : مسالكها وطرقها الجائرة .
روى انّ ابليس ظهر ليحيى بن زكريا عليهما السّلام ، فرأى عليه معاليق كل شيء فقال له : يا ابليس ما هذه المعاليق قال : هذه هى الشهوات التي اصيب بهنّ قلوب بنى آدم ، فقال : هل بى فيها شيء قال : نعم ربما شبعت فشغلناك عن الصلاة وعن الذكر ، قال : هل غير ذلك قال : لا قال للَّه علىّ ان لا أملأ بطنى من طعام ابدا ، فقال ابليس : للَّه علىّ ان لا أنصح مسلما ابدا . ولا تداهنوا انفسكم اى : لا تصانعوها بالتأويلات الضعيفة والشبهات [1] الباطلة فانّ ذلك سبب للهجوم على المعصية والعبور اليها عن حدّ الفصيلة من المباح . وبيان قوله : انّ انصح الناس لنفسه ، اطوعهم لربّه . لمّا كان غرض النصح انّما هو : جلب الخير والمنفعة للمنصوح وكان اتمّ خير ومنفعة هو السعادة الباقية الابديّة وكانت تلك السعادة انّما تنال بالطاعة فكلّ من كانت طاعته له اتمّ كانت سعادته اتم ، كان هو انصح الناس لنفسه بمبالغته في طاعته ، وظهر من ذلك معنى قوله : وان أغشّهم لنفسه أعصاهم لربّه . والمغبون : من غبن نفسه بالمعصية وبحصوله على السهم الاخيب فى الآخرة وتفويت نفسه نصيبها الأوفى من الجنّة . وقوله : المغبوط ، اى : من يستحق ان



[1] في ش : والشبه .

نام کتاب : اختيار مصباح السالكين نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 205
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست