هذه الوساوس والمخاوف التي عبروها في بيعة العقبة ، وبعد ذلك في فتح مكة من أنه ربما يصالح قومه أو أدركته رغبة في قومه [1] . 6 - مع ان في قتلهم تشريد لمن خلفهم من الكفار إذ هو إذا استأصل قومه وأسرته لكفرهم كان عبرة لغيرهم وإرعابا وتهديدا لهم كما قال تعالى لنبيّه صلَّى اللَّه عليه وآله في الذين يخاف نقضهم العهد : « الَّذِينَ عاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وهُمْ لا يَتَّقُونَ * فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ » [2] . كما أنه تعالى قال : « فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتَّى إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وإِمَّا فِداءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها ذلِكَ ولَوْ يَشاءُ الله لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ ولكِنْ لِيَبْلُوَا بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ والَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ الله فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمالَهُمْ » [3] . نظرة تفسيرية : « فَإِذا لَقِيتُمُ » أي في الحرب فالمعنى : إذا قاتلتم الذين كفروا على اختلاف أصنافهم إذ لا وجه للتقييد بصنف خاصّ . « فضرب الرقاب » أصله فاضربوا ضرب الرقاب ، فحذف الفعل وقدّم المصدر نائبا منابه مضافا إلى المفعول هذا مع التأكيد
[1] راجع الصحيح من السيرة : ج 3 / 248 - 249 . [2] الأنفال : 56 - 57 . [3] محمد : 4 .