الإنفحة [1] ويذيب [2] اللبن الجامد ويفعل فيه فعل الخل ويقرح الأبدان ويفتح أفواه العروق . وأما شجرة التين نفسها ، فلها مزاج حار لطيف ، حتى أن الانسان إذا أخذ من أغصانها في الوقت الذي يجرى فيها اللبن ويبدأ الورق يظهر ، فدقها وعصر ماءها [3] ، وجففه في الظل واستعمله فيما ذكرنا من فعل اللبن ، لوجده يفعل فعل اللبن وإن كان أضعف منه كثيرا لان هذه العصارة إنما تفعل بما فيها من قوة اللبن . ولذلك صار الماء الذي تطبخ به الأغصان والورق ، يجلو ويلذع بقوة . وليس هذا فعله فقط ، لكنه يقرح أيضا ويفتح أفواه العروق وينفع من العلة المعروفة بالنملة . وأما التين البري فإن ثمرته وورقه وأصله ولبنه تفعل فعل التين البستاني ، إلا أنها أقوى كثيرا وأسرع تأثيرا .
[1] الإنفحة والإنفحة والإنفحة والمنفحة : مادة تستخرج من بطن جدي لم يطعم غير اللبن ، فتعصر في صوفة مبتلة في اللبن فيغلظ كالجبن . والعامة تسميها : المجبنة . [2] في الأصل : ويريب . [3] عبارة : ( ويبدأ . . ماءها ) مستدركة في الهامش .