responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    جلد : 1  صفحه : 155


فما كان منه من سمك هو في جنسه أصلب لحما ، كان ما قرب منه الصغر أفضل ، لان رطوبة سنه تعدل صلابة لحمه . وما كان منه من سمك هو في جنسه أرخى لحما ، كان ما جاوز السن المعتدل إلى الكبر قليلا ، أفضل لان غلظ سنه يعدل رخاوة لحمه . وما كان منه من سمك هو في جنسه متوسطا بين الرخاوة والصلابة ، كان توسط سنه أعدل وأحمد على ما بينا آنفا .
ولجالينوس في هذا فصل قال فيه : إن ما كان من السمك صغيرا ، كان أرخى لحما وأسرع انهضاما وأقل إضرارا بالمعدة ، إلا أنه أسرع استحالة إلى الفساد . وما كان من السمك كبيرا ، كان أغلظ لحما وأعسر انهضاما وأضر بالمعدة ، إلا أنه لا يستحيل إلى الفساد بسرعة . وما كان من السمك متوسطا بين هاتين المرتبتين ، كان أحمد لبعده من الحاشيتين ، وأخذه من كل واحدة منهما الأفضل . ولذلك صار أفضل السمك وأوفقه للغذاء ما كان متوسطا بين الصلابة والرخاوة ، وبخاصة متى كان من حيوان أحمد في جنسه ، مثل السمك الصخري . وأما إن كان من حيوان في جنسه أصلب لحما ، فإن ما قرب منه من الصغر ، أفضل . وما كان من حيوان في جنسه أرخى لحما وأرطب ، فإن ما جاوز الحد الأول إلى الكبر قليلا ، أحمد .
وأما اختلاف غذاء السمك من قبل اختلاف أزمان السنة ، فيستدل عليه من سمن السمك وهزاله . وذلك أن أعدل السمك وأفضله غذاء ، ما كان متوسط السمن . لان ما كان منه سمينا جدا ، كان في جوهره وخاصته ليفيا ، غليظا ، لزجا ، عسير الانهضام ، مرخ للمعدة ، مفسدا [1] لها ، مضرا ( 1 ) بعصبها ، مولدا ( 1 ) للبلغم الغليظ اللزج المعروف بالخام . وما كان منه مهزولا جدا ، كان جسمه صلبا ليفيا ، بعيد الانهضام ، مذموم الغذاء . فالحالتان جميعا إذا مذمومتان . ولذلك صار الأفضل أن يكون متوسطا بين الحاشيتين ، ليزول عنه ما في كل واحد منهما من الفساد . وأعدل ما يكون من السمك في توسطه السمن عند ابتداء تولد البيض فيه ، لان منه ما يسمن ويكثر شحمه عند امتلائه من البيض ، ويهزل إذا عدم البيض ، مثل السمك المعروف بفاداوس . ومنه ما يسمن ويكثر شحمه إذا نقص بيضه ، ويهزل إذا امتلأ من البيض ، مثل السمك المعروف بالقيفال . والنوعان ( 2 ) جميعا فأحمد أوقاتهما عند ابتداء تولد البيض فيهما ، لان ما كان يسمن عند امتلائه من البيض ، ويهزل عند عدمه البيض ، فهو في حال امتلائه من البيض مذموم لكثرة شحمه . وفى حال عدمه البيض غير محمود لكثرة هزاله . وكذلك ما كان يسمن إذا عدم البيض مذموم لكثرة هزاله ، وفى حال عدمه البيض غير محمود لكثرة شحمه .
فإذا فسدت الحالتان جميعا لم يبق إلا وقت ابتداء تولد البيض ، ووقت ابتداء نقصانه . والحال في ابتداء تولد البيض أفضل من الحال في ابتداء نقصانه ، لان الحرارة الغريزية عند ابتداء تولد البيض أعدل وأقوى ، والطبيعة أبسط وأشد تنقصا لأنها مسدية السبب الأعظم في تولد الحيوان ومناسلته . ولذلك



[1] في الأصل : بالكسر . ( 2 ) في الأصل : والنوعين .

نام کتاب : الأغذية والأدوية نویسنده : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    جلد : 1  صفحه : 155
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست