responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإحكام في أصول الأحكام نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 127


ذلك تركنا ذلك الحديث وحده فقط وأخذنا سائر رواياته . وقد روينا عن عبد الرزاق بن همام قال : كان معمر يرسل لنا أحاديث ، فلما قدم عليه عبد الله بن المبارك أسندها له وهذا النوع منهم كان جلة أصحاب الحديث وأئمة المسلمين كالحسن البصري ، وأبي إسحاق السبيعي ، وقتادة بن دعامة ، وعمرو بن دينار ، وسليمان الأعمش ، وأبي الزبير ، وسفيان الثوري ، وسفيان بن عيينة ، وقد أدخل علي بن عمر الدارقطني فيهم مالك بن أنس ، ولم يكن كذلك ولا يوجد له هذا إلا في قليل من حديثه أرسله مرة وأسنده أخرى .
وقسم آخر : قد صح عنهم إسقاط من لا خير فيه من أسانيدهم عمدا ، وضم القوي إلى القوي تلبيسا على من يحدث ، وغرورا لم يأخذ عنه ، ونصرا لما يريد تأييده من الأقوال ، مما لو سمى من سكت عن ذكره لكان ذلك علة ومرضا في الحديث ، فهذا رجل مجرح ، وهذا فسق ظاهر واجب اطراح جميع حديثه ، صح أنه دلس فيه أو لم يصح أنه دلس فيه ، وسواء قال سمعت أو أخبرنا أو لم يقل ، كل ذلك مردود غير مقبول لأنه ساقط العدالة ، غاش لأهل الاسلام باستجازته ما ذكرناه ، ومن هذا النوع كان الحسين بن عمارة وشريك بن عبد الله القاضي ، وغيرهما .
قال علي : ومن صح أنه قبل التلقين ولو مرة سقط حديثه كله لأنه لم يتفقه في دين الله عز وجل ، ولا حفظ ما سمع ، وقد قال عليه السلام : نضر الله امرأ سمع منا حديثا حفظه حتى بلغه غيره فإنما أمر عليه السلام بقبول تبليغ الحافظ ، والتلقين هو أن يقول له القائل : حدثك فلان بكذا ، ويسمي له من شاء من غير أن يسمعه منه ، فيقول نعم ، فهذا لا يخلو من أحد وجهين ولا بد من أحدهما ضرورة ، إما أن يكون فاسقا يحدث بما لم يسمع ، أو يكون من الغفلة بحيث يكون الذاهل العقل المدخول الذهن ، ومثل هذا لا يلتفت له لأنه ليس من ذوي الألباب ، ومن هذا النوع كان سماك بن حرب ، أخبر بأنه شاهد ذلك منه شعبة الامام الرئيس ابن الحجاج .
قال علي : ومما غلط فيه بعض أصحاب الحديث أنه قال : فلان يحتمل في الرقائق ولا يحتمل في الاحكام .

نام کتاب : الإحكام في أصول الأحكام نویسنده : ابن حزم    جلد : 1  صفحه : 127
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست