responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : موسوعة مصطلحات الفلسفة نویسنده : جيرار جهامى    جلد : 0  صفحه : 7

المتوارث، لا سيما عندما لم يسعفهم المدخّر من ألفاظهم على التعبير المعمّق عن الدخيل من الثقافة. فأكثروا من الترادف و التواطؤ و التشكيك في استعمال المفردات إيفاء بإيجاد الوسائل التعبيرية الكافية لكل علم و طريق معرفة. فأمسى المشترك من الأسماء يغطّي معظم علاقات التناسب و التطابق و التوازن بين الموجودات من جهة، و مدلولات كل مسألة و علم من جهة ثانية كالمقولات العشر، و الكليات الخمس، و درجات المعرفة و الأنفس و العقول و الحواس في تأدية وظائفها المختلفة. و عندما كانت المواد الفلسفية نابعة من فكر تحليلي جامع و شامل، جاءت أدوار الألفاظ المستعملة مفتوحة على الحلقات و الدوائر المعرفية على أنواعها كافة. و ما النماذج اللغوية التي وردت في الموسوعة سوى شواهد على خصوصية اللغة الفلسفية من خلال إشكالية الازدواجية و التكامل بين الطبيعي منها المستلّ من جذوره و ذاك الوضعي المخضرم لتلوّنه بالدخيل.

هناك نزعات فكرية عربية و إسلامية كامنة وراء الصيغ الكلامية و المجموعات اللفظية المعبّرة عنها، سوف يستلّها المطّلع على مفردات هذه الموسوعة بأصولها و تفرّعاتها، بالثابت منها و المتحوّل. فقد اجتهد علماء العرب على أنواعهم، نقلا و عقلا، و لإدراك الحقائق، الانطلاق من المحسوس وصولا إلى الأسباب الأولى و بالعكس على خطين متوازيين: جدلي صاعد و جدلي هابط. لكنهم أجمعوا على بناء صروحهم المعرفية على المشاهدات العينية و مطابقتها مع المذتهنات توخّيا لضبط الأحكام الصادقة و تصوييها عند الضرورة. و هذا ما يفسّر إكثارهم من استعمال التأويل اللغوي- اللفظي و المعنوي- المادي. فتردّدت عندهم مرادفات الواقع الحسّي الغنية إلى حدّ أنهم ربطوا عملية التجريد بالتمثيل النفسي و العيني كي لا يقعوا في حبائل العلويات بمنأى عن تحقّقها في السفليات. فالاستقراء و المماثلة و المضايفة عمليات ذهنية تعبّر أفضل تعبير عن الواقع المتحرّك الذي عنه نستلّ مقولات الفكر التجريبي و الصوري. و لم يكن لجوه مفكّري العرب إلى عقول مفارقة كالعقل الفعّال إلا استكمالا لعملية التجريد التي تفوق العقل الإنساني المحدود. و هذا ما تبيّن لنا من خلال رصدنا للمصطلح الفلسفي إذ وجدنا أن كل تصديق عقلي مجتزأ لا مجال لاستكماله سوى باللجوء إلى خبر علوي يصدر عنه نور اليقين. و بنية الجملة أتت أصلا في العربية خبرية تصل بين قائل و سامع، أو محدّث و مستمع. أما الاستدلال فليس سوى مجاراة الدليل ليوصلنا إلى المدلول ضمن أطر معرفية- عرفانية. إن هذا المنحى يبرّر قولنا بتضايف أنواع المعارف و العلوم عند العرب، و قد حلّت بينها الفلسفة لتوحّد

نام کتاب : موسوعة مصطلحات الفلسفة نویسنده : جيرار جهامى    جلد : 0  صفحه : 7
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست