و قال في هذا المعنى:
خير النفوس العارفات ذواتها
و حقيق كميات ماهياتها
و بما الذي حلت و مم تكونت
أعضاء بنيتها على هيئاتها:
نفس النبات و نفس حس ركبا،
هلا كذاك سماته كسماتها؟
يا للرجال لعظم رزء لم تزل
منه النفوس تخب في ظلماتها ...
[شكوى ابى طالب العلوى و جواب الشيخ عنه]
و شكى اليه الوزير أبو طالب العلوي آثار بثر بدا على جبهته، و نظم شكواه شعرا و أنفذه اليه و هو:
صنيعة الشيخ مولانا و صاحبه
و غرس أنعامه بل نشء نعمته-
يشكو اليه أدام اللّه مدته
آثار بثر تبدى فوق جبهته.
فامنن عليه بحسم الداء مغتنما
شكر النبي له مع شكر عترته.
فأجاب الشيخ الرئيس عن أبياته، و وصف في جوابه ما كان به برؤه من ذلك- فقال:
اللّه يشفي و ينفي ما بجبهته
من الاذى، و يعافيه برحمته.
أما العلاج فاسهال يقدمه،
ختمت آخر أبياتي بنسخته.
و ليرسل العلق المصاص يرشف من
دم القذال و يغني عن حجامته.