نام کتاب : رسالة في الأدوية القلبية نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 229
و لما عرض ان كان [1] حصول الادراك مع الخروج عن الحالة الغير طبيعية [2] عرض ان كانت اللذة مع الخروج عنها،
فظن ان [3] ذلك سببها، و ليس الأمر كذلك.
بل السبب ادراك [4] حصول الكمال لا غير، فهذا [5] هو سبب اللذة.
و اما سبب الاستعداد لها فهو كون الملتذ على افضل أحواله، في الكم و
الكيف، حتى لا يكون [6]
في جوهره نقصان، و حالة غير طبيعية مما هو فيه.
أما في الكم فأن تكون الروح الملتذة كثيرة المقدار [7]، فيشتد
[8] بذلك قوتها، لأن زيادة الجوهر في الكم توجب زيادة القوة في الشدة،
على ما تبيّن [9] في الأصول الطبيعية.
و أيضا فإنها تفي بكثرتها لبقاء
[10] قسط وافر منها في المبدأ، و ذهاب قسط وافر منها [11] في الانبساط، الذي يكون عند الفرح و
اللذة، فإن القليل تنحلّ به الطبيعة، و تضبطه عند المبدأ، و لا تمكّنه من
الانبساط.
و أما في الكيف فأن [12] يكون مزاجها فاضلا جدا، [13] و يكون قوامها فاضلا جدا. و النورانية التي لها وافرة جدا، فتكون
مشابهتها بجوهر [14] السماء شديدة جدا.
فهذه هي أسباب الاستعداد [15] للّذة و الفرح، و اضدادها (هي) أسباب الاستعداد للألم و الترح [16]. فإذا عرف هذا في اللذة، و هي كالجنس،
عرف في الفرح، الذي هو كالنوع.
و الروح [17]
التي [18] في القلب، إذا كانت كثيرة المقدار،
كثيرة المادة التي تتولّد عنها، على قرب من الاتصال، معتدلة في المزاج و في
القوام، ساطعة النورانية، كانت شديدة الاستعداد للفرح.