نام کتاب : رسالة في الأدوية القلبية نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 224
- و قوم من هؤلاء [1] المخالفين راموا أن يقولوا ان القوة تحملها الروح من الدماغ، من غير
حاجة إلى مزاج العضو الذي تصير اليه، بل ذلك العضو نافع في فعل القوة لا في
جوهرها.
لكن البحث المستقصي أفسد عليهم هذا المذهب. و صحح ان هذه [2] القوة التامة إنما تكسبها [3] الروح عند عضو العمل، أي الآلة.
على ان مثل هذا (القول) قد قاله قوم، من اصحاب الحكيم الأجل أيضا، في
القوى النفسانية: إنها كلها تفيض في الأرواح من القلب، من غير حاجة للروح [4]، في الاستعداد لقبولها [5]، إلى الأعضاء الأخرى، كالدماغ و
الكبد. لكن الانصاف لم [6]
يسوّغ هذا المذهب و أبطله [7].
ليست الحياة [9]، و لا شيء من الكمالات و الخيرات، منحولا
[10] بها من لدن الحق الأول تعالى
[11]. و الفيض الأول [12]، بل القوابل قد تكون خالية عن الاستعداد لقبولها، إذ ليس كل قابل
قابلا لكل شيء. و لذلك [13]
ليس يمكن أن يقبل الصوف صورة السيف و هو صوف، و الماء حقيقة الانسان [14] و هو ماء. و جميع اجسام العالم [15] قد قبلت صورة
[16] الحياة، الا ما يقل [17] عدده و قدره منها.