يعد ابن سينا من أكثر فلاسفة الإسلام اهتماما بأمر النفس، فقد أورد
الأدلة و البراهين على وجودها. و تكلم عن أحوالها و قواها و صلتها بالبدن. و خصّ
النفس ببحوث مطوّلة، في كتبه الفلسفية و هي: الشفاء و النجاة و الإشارات و
التنبيهات. كما امتاز عن غيره من الأطباء بدراسة عميقة لأحوال النفس، وصلتها
بالحوادث الفيزيولوجية التي تتجلى في الجسد.
وظائف النفس و قواها عند ابن سينا:
تستند فلسفة ابن سينا، المتعلقة بأحوال النفس، إلى نظرية القوى. و قد
تكلم عن وظائف النفس و قواها، في كتاب النجاة، فقسمها إلى ثلاثة أقسام:
آ)- نفس نباتية ب)- نفس حيوانية ج)- نفس انسانية.
آ) النفس النباتية: هي كمال أول. لجسم طبيعي آلي، من جهة ما يتولد و
يربو و يغتذي.
و لذلك انقسمت هذه النفس إلى ثلاثة قوى و هي: 1- قوة غاذية 2- قوة
منميّة 3- قوة مولدة، و هذه القوى موجودة في جميع الكائنات الحية من نبات و حيوان
و انسان.
ب) النفس الحيوانية: هي كمال اول، لجسم طبيعي آلي، من جهة ما يدرك من
الجزئيات، و يتحرك بالإرادة، و لذلك انقسمت هذه النفس إلى مجموعتين من القوى:
1- القوى المدركة: و هي اما تدرك الأمور الخارجية (بواسطة الحواس
الخمسة)- أو تدرك الأمور الداخلية، أي المعاني و الصور.