مِنْ أَجْزَاءِ الْعَضَلِ الْمَوْضُوعَةِ هُنَاكَ. وَ الْجُزْءُ الآخَرُ يَسْتَظْهِرُ فَيَتَفَرَّقُ فِى الْمَوَاضِعِ الَّتِى تَلِى الرَّأْسَ وَ الأُذُنَيْنِ.
وَأمَّا الْوِدَاجُ الغَائِرُ فَإنَّهُ يَلْزَمُ الْمَرِى ءَ وَيَصْعَدُ مَعَهُ مُسْتَقِيماً وَيُخَلِّفُ فِى مَسْلَكِهِ شُعَباً تُخَالِطُ الشُّعَبَ الآتِيَةَ مِنَ الْوِدَاجِ الظَّاهِرِ وَتَنْقَسِمُ جَمِيعُهَا فِى الْمَرِى ءِ وَالْحَنْجَرَةِ وَجَمِيعِ أجْزَاءِ الْعَضَلِ الْغَائِرَةِ، وَيَنْفُذُ آخِرُهُ إلَى مُنْتَهَى الدَّرْزِ اللَّ امِىِّ، وَيَتَفَرَّعُ هُنَاكَ مِنْهُ فُرُوعٌ تَتَفَرَّقُ فِى الأَعْضَاءِ الَّتِى بَيْنَ الْفَقَارَةِ الأُولَى وَ الثَّانِيَةِ، وَ يَأْخُذُ مِنْهُ عِرْقٌ شَعْرِىٌّ إلَى عِنْدِ مَفْصَلِ الرَّأْسِ وَالرَّقَبَةِ وَيَتَفَرَّعُ مِنْهُ فُرُوعٌ تَأتِى الْغِشَاءَ الْمُجَلِّلَ لِلْقِحْفِ وَتَأتِى مُلْتَقَى جُمْجُمَتَىِ الْقِحْفِ وَتَغُوصُ هُنَاكَ فِى الْقِحْفِ. وَالْبَاقِى بَعْدَ إِرْسَالِ هَذِهِ الفُرُوعِ يَنْفُذُ إلَى جَوْفِ الْقِحْفِ فِى مُنْتَهَى الدَّرْزِ اللَّ امِىِّ، ويَتَفَرَّقُ مِنْهُ شُعَبٌ فِى غِشَائَىِ الدِّمَاغِ لِيَغْذُوَهُمَا وَلِيَرْبِطَ الْغِشَاءَ الصُّلْبَ بِمَا حَوْلَهُ وَفَوْقَهُ ثُمَّ يَبْرُزُ فَيَغْذُو الْحِجَابَ الْمُجَلِّلَ لِلْقِحْفِ. ثُمَّ يَنْزِلُ مِنَ الْغِشَاءِ
الرَّقِيقِ إلَى الدِّمَاغِ وَيَتَفَرَّقُ فِيهِ تَفَرُّقَ الضَّوَارِبِ وَيَشُدُّهَا [1] كُلَّهَا طَىَ [2] الصِّفَاقِ الثَّخِينِ وَيُؤَدِّيهَا إلَى الْمَوْضِعِ الْوَاسِعِ، وَهُوَ الْفَضَاءُ الَّذِى يَنْصَبُّ إلَيْهِ الدَّمُ وَيَجْتَمِعُ فِيهِ. ثُمَّ يَتَفَرَّقُ عَنْهُ فِيمَا بَيْنَ الطَّاقَيْنِ وَيُسَمَّى مِعْصَرَةً فَإذَا قَارَبَتْ هَذِهِ الشُّعَبُ الْبَطْنَ الأَوْسَطَ مِنَ الدِّمَاغِ احْتَاجَتْ إلَى أنْ تَصِيرَ عُرُوقاً كِبَاراً تَمْتَصُّ مِنَ الْمِعْصَرَةِ وَ مَجَارِيهَا الَّتِى تَتَشَعَّبُ مِنْهَا، ثُمَّ تَمْتَدُّ مِنَ الْبَطْنِ الأَوْسَطِ إلَى
الْبَطْنَيْنِ الْمُقَدَّمَيْنِ وَتُلاقِى الضَّوَارِبَ الصَّاعِدَةَ هُنَاكَ وَتَنْسِجُ الْغِشَاءَ الْمَعْرُوفَ بِالشَّبَكَةِ الْمَشِيمِيَّةِ.
[1] ط، آ: يشدها. ج: شدها. ب: يشملها.
[2] ب، ج: طىّ. ط: كطى. آ: على طىّ.