الْفَصْلُ التَّاسِعُ والْعِشْرُونَ فِى تَشْرِيحِ عَضَلِ مَفْصَلِ الْقَدَمِ
وَ أمَّا الْعَضَلُ الْمُحَرِّكَةُ لِمَفْصَلِ الْقَدَمِ، فَمِنْهَا مَا تُشِيلُ الْقَدَمَ، وَ مِنْهَا مَا تَخْفِضُهُ. أمَّا الْمُشِيلَةُ، فَمِنْهَا عَضَلةٌ عَظِيمَةٌ مَوْضُوعَةٌ قُدَّامَ الْقَصَبَةِ الإنْسِيَّةِ، وَ مَبْدَؤُهَا الْجُزْءُ الْوَحْشِىُّ مِنْ رَأْسِ الْقَصَبَةِ الإنْسِيَّةِ، فَإذَا بَرَزَتْ مَالَتْ عَلَى السَّاقِ مَارَّةً إلَى جِهَةِ الإبْهَامِ، فَتَتَّصِلُ بِمَا يُقَارِبُ أَصْلَ الإبْهَامِ وَ تُشِيلُ الْقَدَمَ إلَى فَوْقُ. وَ أُخْرَى تَنْبُتُ مِنْ رَأْسِ الْوَحْشِيَّةِ وَ يَنْبُتُ مِنْهَا وَتَرٌ يَتَّصِلُ بِمَا يُقَارِبُ أَصْلَ الْخِنْصِرِ وَ يُشِيلُ الْقَدَمَ إلَى فَوْقُ، وَ خُصُوصاً إذَا طَابَقَهَا الْعَضَلَةُ الأُولَى وَ كَانَ ذَلِكَ عَلَى الاسْتِوَاءِ وَ الاسْتِقَامَةِ.
وَ أَمَّا الْخَافِضَةُ فَزَوْجٌ مِنْهَا مَنْشَؤُهُمَا [1] مِنْ رَأْسِ الْفَخِذِ، ثُمَّ يَنْحَدِرَانِ فَيَمْلَآنِ [2] بَاطِنَ مُؤَخَّرِ السَّاقِ لَحْماً وَ يَنْبُتُ مِنْهُمَا [3] وَتَرٌ مِنْ أَعْظَمِ الأَوْتَارِ، وَ هُوَ وَتَرُ الْعَقِبِ الْمُتَّصِلُ بِعَظْمِ الْعَقِبِ، وَ يَجْذِبُهُ إلَى خَلْفُ مُوَرَّباً إلَى الْوَحْشِىِّ، فَيَكُونُ ذَلِكَ سَبَباً لِثَبَاتِ الْقَدَمِ عَلَى الأَرْضِ، وَ يُعِينُهَا عَضَلَةٌ تَنْشَأُ مِنْ رَأْسِ الْوَحْشِيَّةِ بَاذِنْجَانِيَّةُ اللَّوْنِ، وَ تَنْحَدِرُ حَتَّى تَتَّصِلَ بِنَفْسِهَا مِنْ غَيْرِ وَتَرٍ تُرْسِلُهُ بَلْ تَبْقَى لَحْمِيَّةً [4] فَتَلْتَصِقُ بِمُؤَخَّرِ الْعَقِبِ فَوْقَ الْتِصَاقِ الَّتِى قَبْلَهَا وَإذَا أَصَابَ هَاتَيْنِ الْعَضَلَتَيْنِ أوْ وَتَرَهُمَا آفَةٌ زَمِنَتِ الْقَدَمُ. وَ عَضَلَةٌ يَتَشَعَّبُ مِنْهَا وَتَرَانِ، وَاحِدٌ مِنْهُمَا يَقْبِضُ الْقَدَمَ، وَ الثَّانِى يَبْسُطُ الإبْهَامَ، وَذَلِكَ أنَّ هَذِهِ الْعَضَلَةَ مَنْشَؤُهَا مِنْ رَأْسِ الْقَصَبَةِ الإنْسِيَّةِ حَيْثُ تُلاقِى الْوَحْشِيَّةَ وَتَنْحَدِرُ بَيْنَهُمَا فَتَتَشَعَّبُ إلَى وَتَرَيْنِ أَحَدُهُمَا يَتَّصِلُ مِنْ أَسْفَلُ
[1] ط، آ، ج: منشأهما. ب: منشؤه.
[2] ط، آ، ج: فيميلان. ب: فيملآن.
[3] ط: منها: ب، آ، ج: منهما.
[4] ط، ج: لحميته. ب: لحمية.