الْفَصْلُ الْحَادِىَ عَشَرَ فِى تَشْرِيحِ عَضَلِ الْحَنْجَرَةِ
الْحَنْجَرَةُ عُضْوٌ غُضْرُوفِىٌّ خُلِقَ آلَةً لِلصَّوْتِ، وَهُوَ مُؤلَّفٌ مِنْ غَضَارِيفَ ثَلاثَةٍ: أَحَدُهَا الْغُضْرُوفُ الَّذِى يَنَالُهُ الْجَسُّ وَالْحِسُ [1] قُدَّامَ الْحَلْقِ تَحْتَ الذَّقَنِ وَيُسَمَّى الدَّرَقِىَّ وَ التُّرْسِىَّ، إذْ كَانَ مُقَعَّرَ الْبَاطِنِ مُحَدَّبَ الظَّهْرِ يُشْبِهُ الدَّرَقَةَ وَ بَعْضَ التُّرْسَةِ. وَ الثَّانِى غُضْرُوفٌ مَوْضُوعٌ خَلْفَهُ يَلِى الْعُنُقَ مَرْبُوطٌ بِهِ، يُعْرَفُ بِأَنَّهُ الَّذِى لا اسْمَ لَهُ. وَ الثَّالِثُ مَكْبُوبٌ عَلَيْهِمَا [2] يَتَّصِلُ بِالَّذِى لا اسْمَ لَهُ، وَيُلاقِى الدَّرَقِىَّ مِنْ غَيْرِ اتِّصَالٍ، وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ الَّذِى لا اسْمَ لَهُ مَفْصَلٌ مُضَاعَفٌ بِنُقْرَتَيْنِ فِيهِ، يَتَهَنْدَمُ [3] فِيهِمَا زَائِدَتَانِ مِنَ الَّذِى لا اسْمَ لَهُ، مَرْبُوطَتَانِ بِهِمَا بِرَوَابِطَ وَيُسَمَّى المِكَبِّىَّ، وَ الطِّرْجِهَالِىَ [4]، وَ بِانْضِمَامِ الدَّرَقِىِّ إلَى الَّذِى لا اسْمَ لَهُ، وَ بِتَبَاعُدِ أَحَدِهِمَا عَنِ الآخَرِ يَكُونُ تَوَسُّعُ الْحَنْجَرَةِ وَ ضَيْقُهَا، وَ بِانْكِبَابِ الطِّرْجِهَالِىِ [5] عَلَى الدَّرَقِىِّ وَ لُزُومِهِ إيَّاهُ وَ بِتَجَافِيهِ عَنْهُ يَكُونُ انْفِتَاحُ الْحَنْجَرَةِ وَ انْغِلاقُهَا [6]، وَ عِنْدَ الْحَنْجَرَةِ وَ قُدَّامَهَا عَظْمٌ مثلَّثٌ يُسَمَّى الْعَظْمَ اللَّامِىَّ تَشْبِيهاً بِكِتَابَةِ اللَّامِ فِى حُرُوفِ الْيُونَانِيِّينَ إذْ شَكْلُهُ هَكَذَا «؟».
وَ الْمَنْفَعَةُ فِى خِلْقَةِ هَذَا الْعَظْمِ أنْ يَكُونَ مُتَشَبِّثاً وَ سَنَداً يَنْشَأُ مِنْهُ لِيفُ عَضَلِ الْحَنْجَرَةِ. وَالْحَنْجَرَةُ مُحْتَاجَةٌ إلَى عَضَلٍ تَضُمُّ الدَّرَقِىَّ إلَى الَّذِى لا اسْمَ لَهُ، وَ عَضَلٍ تَضُمُّ الطِّرْجِهَالِىَ [7] وَ تُطْبِقُهُ وَعَضَلٍ تُبَعِّدُ الطِّرْجِهَالِىَ [8] عَنِ الآخَرَيْنِ [9]، فَتُفَتِّحُ الْحَنْجَرَةَ.
[1] ط، آ: الحسّ و الجسّ. ب، ج: الجسّ و الحسّ.
[2] ط:+ و.
[3] ط، آ، ج: يتهندم. ب: تهندم.
[4] ط، آ، ج: الطرجهالى. ب: الطرجهارى.
[5] ط، آ، ج: الطرجهالى. ب: الطرجهارى.
[6] ط: انقلاغها. ب: انغلاقها.
[7] ط، آ، ج: الطرجهالى. ب: الطرجهارى.
[8] ط، آ، ج: الطرجهالى. ب: الطرجهارى.
[9] ط، آ، ج: الآخرين. ب: الأخريين.