وَاحِدٌ مِنْهَا عَظْمٌ نَرْدِىٌّ كَالْمُسَدَّسِ مَوْضُوعٌ إلَى الْجَانِبِ الْوَحْشِىِّ، وَ بِهِ يَحْسُنُ ثَبَاتُ ذَلِكَ الْجَانِبِ عَلَى الأَرْضِ وَ خَمْسَةُ عِظَامٍ لِلْمُشْطِ.
وَ أَمَّا الْكَعْبُ، فَإنَّ الإنْسَانِىَّ مِنْهُ أَشَدُّ تَكْعِيباً مِنْ كُعُوبِ سَائِرِ الْحَيَوَانِ وَكَأَنَّهُ أَشْرَفُ عِظَامِ الْقَدَمِ النَّافِعَةِ فِى الْحَرَكَةِ، كَمَا أنَّ الْعَقِبَ أَشْرَفُ عِظَامِ الرِّجْلِ النَّافِعَةِ فِى الثَّبَاتِ وَ الْكَعْبُ مَوْضُوعٌ بَيْنَ الطَّرَفَيْنِ النَّاتِئَيْنِ [1] مِنَ الْقَصَبَتَيْنِ يَحْتَوِيَانِ عَلَيْهِ مِنْ جَوَانِبِهِ، أَعْنِى مِنَ أَعْلاهُ وَ قَفَاهُ و جَانِبَيْهِ الْوَحْشِىِّ وَ الإنْسِىِّ، وَ يَدْخُلُ طَرَفَاهُ فِى الْعَقِبِ فِى نُقْرَتَيْنِ دُخُولَ رَكْزٍ وَ الْكَعْبُ وَاسِطَةٌ بَيْنَ السَّاقِ وَ الْعَقِبِ، بِهِ يَحْسُنُ اتِّصَالُهُمَا وَ يَتَوَثَّقُ الْمَفْصَلُ بَيْنَهُمَا وَ يُؤْمَنُ عَلَيْهِ الاضْطِرَابُ، وَهُوَ مَوْضُوعٌ فِى الْوَسَطِ بِالْحَقِيقَةِ، وَإنْ كَانَ قَدْ يُظَنُّ بِسَبَبِ الأَخْمَصِ أَنَّهُ مُنْحَرِفٌ إلَى الْوَحْشِىِّ وَ الْكَعْبُ يَرْتَبِطُ بِهِ الْعَظْمُ الزَّوْرَقِىُّ مِنْ قُدَّامُ ارْتِبَاطاً مَفْصَلِيّاً.
وَ هَذَا الزَّوْرَقِىُّ مُتَّصِلٌ بِالْعَقِبِ مِنْ خَلْفُ وَ مِنْ قُدَّامُ بِثَلاثَةٍ مِنْ عِظَامِ الرُّسْغِ، وَ مِنَ الْجَانِبِ الْوَحْشِىِّ بِالْعَظْمِ النَّرْدِىِّ الَّذِى إنْ شِئْتَ اعْتَدَدْتَ بِهِ عَظْماً مُفْرَداً، وَ إنْ شِئْتَ جَعَلْتَهُ رَابِعَ عِظَامِ الرُّسْغِ.
وَ أَمَّا الْعَقِبُ فَهُوَ مَوْضُوعٌ تَحْتَ الْكَعْبِ صُلْبٌ مُسْتَدِيرٌ إلَى خَلْفُ لِيُقَاوِمَ الْمُصَاكَّاتِ وَ الْآفَاتِ مُمْلِسُ الأَسْفَلِ لِيَحْسُنَ اسْتِوَاءُ الْوَطْءِ وَ انْطِبَاقُ الْقَدَمِ عَلَى الْمُسْتَقَرِّ عِنْدَ الْقِيَامِ وَ خُلِقَ مِقْدَارُهُ إلَى الْعَظْمِ لِيَسْتَقِلَّ بِحَمْلِ الْبَدَنِ، وَ خُلِقَ مُثَلَّثاً إلَى الاسْتِطَالَةِ يَدِقُّ يَسِيراً يَسِيراً حَتَّى يَنْتَهِىَ فَيَضْمَحِلَّ عِنْدَ الأَخْمَصِ إلَى الْوَحْشِىِّ لِيَكُونَ تَقْعِيرُ [2] الأَخْمَصِ مُتَدَرِّجاً مِنْ خَلْفُ إلَى مُتَوَسِّطِهِ.
[1] ط، ب، ج: الناتيين. آ: النابتين.
[2] ب، آ: تقعير. ط: تعقير. ج: تقصير.