وهَذِهِ الزَّوَائِدُ الَّتِى لِلْوِقَايَةِ قَدْ يُحِيطُ بِهَا ويَجْرِى عَلَيْهَا رِبَاطَاتٌ وَعَقَبٌ‌ [1] [2] تُمْلِسُ وَتَسْلَسُ لِئَلَّا تُؤْذِىَ اللَّحْمَ بِالْمُمَاسَّةِ. وَالزَّوَائِدُ الْمَفْصِلِيَّةُ أَيْضاً شَأْنُهَا هَذَا فَإنَّهَا يُوثَقُ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ إِيثَاقاً شَدِيداً بِالتَّعْقِيبِ وَالرُّبُطِ مِنْ كُلِّ الْجِهَاتِ إلّا أنَّ تَعْقِيبَهَا [3] مِنْ قُدَّامُ أَوْثَقُ وَ مِنْ خَلْفُ أُسْلَسُ، لأنَّ الْحَاجَةَ إلَى الانْحِنَاءِ وَ الانْثِنَاءِ نَحْوَ القُدَّامِ أَمَسُّ مِنَ‌ [4] الانْعِطَافِ وَ الانْتِكَاسِ إلَى خَلْفُ، وَلَمَّا سَلِسَتِ الرِّبَاطَاتُ إلَى خَلْفُ شُغِلَ الْفَضَاءُ الْوَاقِعُ لا مَحَالَةَ هُنَاكَ وَ إنْ قَلَّ، بِرُطُوبَاتٍ لَزِجَةٍ فَفِقْرَاتُ الصُّلْبِ بِمَا اسْتُوثِقَ مِنْ تَعْقِيبِهَا مِنْ جِهَةٍ، اسْتِيثَاقاً بِالإفْرَاطِ كَعَظْمٍ وَاحِدٍ مَخْلُوقٍ لِلثَّبَاتِ وَالسُّكُونِ وَ بِمَا سَلِسَتْ‌ [5] مِنْ جِهَةٍ كَعِظَامٍ كَثِيرَةٍ مَخْلُوقَةٍ لِلْحَرَكَةِ.

الْفَصْلُ الثَّامِنُ فِى مَنْفَعَةِ الْعُنُقِ وَتَشْرِيحِ عِظَامِهِ‌

الْعُنُقُ مُخْلُوقٌ لأجْلِ قَصَبَةِ الرِّئَةِ، وَقَصَبَةُ الرِّئَةِ مُخْلُوقَةٌ لِمَا نَذْكُرُهُ مِنْ مَنَافِعِ خَلْقِهَا فِى مَوْضِعِهِ. وَلَمَّا كَانَتِ الْفِقْرَةُ الْعُنُقِيَّةُ- وَبِالْجُمْلَةِ الْعَالِيَةٌ- مَحْمُولَةً عَلَى مَا تَحْتَهَا مِنَ الصُّلْبِ وَجَبَ أنْ تَكُونَ أَصْغَرَ، فَإنَّ الْمَحْمُولَ يَجِبُ أنْ يَكُونَ أَخَفَّ مِنَ الْحَامِلِ إذَا أُرِيدَ أنْ تَكُونَ الْحَرَكَاتُ عَلَى النِّظَامِ الْحُكْمِىِّ. وَ لَمَّا كَانَ أَوَّلُ النُّخَاعِ يَجِبُ أنْ يَكُونَ أَغْلَظَ وَأَعَظْمَ مِثْلُ أَوَّلِ النَّهْرِ، لأنَّ مَا يَخُصُّ الْجُزْءَ الأعْلَى مِنْ مَقَاسِمِ الْعَصَبِ أَكْثَرُ مِمَّا يَخُصُّ الأَسْفَلَ، وَجَبَ أنْ تَكُونَ الثُّقَبُ فِى فَقَارِ الْعُنُقِ أَوْسَعَ. وَلَمَّا كَانَ الصِّغَرُ وَ سِعَةُ التَّجْوِيفِ مِمَّا يُرَقِّقُ جِرْمَهَا، وَجَبَ أنْ‌

[1] ب: قد يحيط بها رباطات وعصب يجرى عليها رطوبات. آ: قد يحيط بها ويجرى عليها رباطات وعقب. ط، ج: قد يجرى عليها رباطات وعقب.

[2] ط، ب:+ و.

[3] ط، آ، ج: تعقيبها. ب: تعقّبها.

[4] ط، ج: أمس من الحاجة إلَى الانعطاف. ب، آ: أمس من الانعطاف.

[5] ط، آ، ج: أسلست. ب: سلست.