نام کتاب : شرح تشريح القانون نویسنده : ابن نفيس جلد : 1 صفحه : 97
العظمين الزائدتين من عند كل واحد من طرفى الفقرة، أحدهما يمنة و
الآخر يسرة. و يبتدئان من ضيق و ينفرجان بتدريج فلذلك ينتهيان إلى سعة يعتد بها.
قوله: و لم يجعل إلى قدام، و إلا لو وقعت فى المواضع التى عليها ميل
البدن بثقله الطبيعى و بحركاته الإرادية جعل مخرج العصب من قدام الفقار [1] مما لا ضرر فيه بالوجه المذكور. و ذلك
لأن الثقب الذى يخرج منه العصب إن كان بتمامه فى فقرة واحدة لم يكن لميل البدن
تأثير فى ضغطه و لا فى مزاحمته، و نحو ذلك. و إن كان بين فقرتين كان ذلك الثقب لا
محالة على قدر ثخن العصب فإذا مال البدن إلى قدام، و انحنى بسبب ذلك الفقار لم يكن
ذلك [2] محدثا لضيق ذلك المخرج فلا يلزم ذلك
انضغاط ذلك الصعب و لا ضعفه.
قوله: و لم يمكن أن تكون متقنة الربط و التعقيب ينبغى ان يكون مراده
بذلك الفقرات أى إن العصب لو كان يخرج من قدامها لم يمكن أن تكون الفقرات من
قدامها متقنة الربط و التعقيب. لأن الأعصاب كانت تضيق مكان ذلك، و هذا أيضا لا يصح
فإن ثخانة العصب لا تبلغ فى التضيق إلى هذا الحد.
قوله: و كان الميل أيضا على مخرج تلك الأعصاب بضغطها [3] و توهنها هذا أيضا لا يصح فإن [4] المخرج إن كان فى فقرة واحدة فظاهر
أنه لا يلزم ذلك أيضا لأن إحدى الفقرتين إذا لاقت بطرفيها طرف الفقرة المجاورة لها
بقى الثقب هاهنا [5] بينهما على قدر ثخن العصب فلم يكن من
ذلك ضغط.
أقول: بل السبب فى أن مخارج الأعصاب لم تجعل إلى قدام الفقرات هو أن
الأعصاب لو خرجت من قدام لم يتمكن من الانتشار
[6] فى الجانبين إلا بأن ينعطف إلى الجانبين و ذلك مع تضيقه من قدام
الفقرات تحوج إلى زيادة فى طول الأعصاب لا حاجة إليها.