قوله: و أما الدرزان الكاذبان فهما آخذان فى طول الرأس على موازاة السهمى‌ [1] الخطان المتوازيان هما اللذان فى سطح واحد، و إذا أخرجا فى كلتا الجهتين بغير نهاية لم يلتقيا. و كل واحد من هذين القشريين فهو مواز للسهمى فيكونان متوازيين، و يفصلان من قدام قوسين متساويين من الإكليلى‌ [2] عن جنبى طرف السهمى من قدام، و أما من خلف فيفصلان خطين‌ [3] مستقيمين عن جنبى طرف السهمى من خلف هما الجزء الأعلى من ضلعى اللامى، و سطح هذين الخطين غير مواز لسطح الدرز الإكيلى بل هما يتقاربان فى تشكلهما و كذلك‌ [4] الأضلاع المتقابلة من أضلاع كل واحد من عظمى اليافوخ غير متساوية، و ذلك لأن السطح الذى توهمناه‌ [5] قاطعا للجدار الرابع حين شبهناه‌ [6] فى اليافوخ مضر بالرأس لأجل ما يلزمه من احتباس الأبخرة كما قلناه. فلا يمكن أن يكون استواؤهما بعدم الدروز.

و لا يمكن أيضا أن يكون فى كل واحد من الطول و العرض أكثر من درز واحد و إلا كان ذلك سببا لضعف التركيب‌ [7] فينبغى أن يكون فى كل جهة درز واحد هذا إذا كان الرأس كرة حقيقية. و أما إذا كان طوله أزيد من عرضه فلا شك أن القطر الزائد يستحق زيادة فى الدروز فخلق لذلك للطول درزان و للعرض درز واحد كما لو لم يزد الطول لأن العرض لم يحصل فيه ما يغير ما يستحقه من الدروز فلم يمكن أن يخلق الدرزان اللذان للطول فى موضع واحد فلا بد و أن يتباعدا تباعدا لا يلزمه ضعف التركيب، و ذلك بأن كون أحدهما فى المقدم، و الآخر فى المؤخر، فإن هذين الدرزين و هما الإكليلى و اللامى إنما خلقا لأجل زيادة [8] الطول فإذا انتفت هذه الزيادة، وجب أن يفقدا أو أحدهما، و لا كذلك الدروز الأخر.

أما المستقيم فلأنه ضرورى فى تحلل الأبخرة و الرياح المتصعدة.

و أما القشريان فليمكن انفتاحهما عند الإفراط فى كثرة الرياح و الأبخرة فكأن الحاجة إلى هذه الدروز ليس لزيادة بطن‌ [9] أو نقصانه بخلاف الإكليلى و اللامى. و إذا فقد الدرز الإكليلى كان اليافوخ منتهيا إلى عظم الفك الأعلى و إذا فقد الدرز اللامى، كان اليافوخ منتهيا إلى حيث ينتهى الآن بالجدار الرابع. و إذا فقدا معا كان كل واحد من العظمين اللذين يكون أحدهما حينئذ إلى قدام، و الآخر إلى‌

[1] د: السهم.

[2] أ: الإكليل.

[3] د: خيطين.

[4] أ د ب: و لذلك.

[5] أ: فرضناه.

[6] أ: سميناه.

[7] ح: فبقى.

[8] م: الزيادة.

[9] د: قطر.