نام کتاب : شرح تشريح القانون نویسنده : ابن نفيس جلد : 1 صفحه : 44
الحاجة إليه إنما هو الحركة
[1]. و خلق العظم الوتدى مصمتا لشدة الحاجة فيه إلى الدعامة [2] و الوقاية و الوثاقة مع عدم الحاجة
إلى الحركة. و خلق كل واحد من عظمى الساق))) ( [/ و الساعد ذا تجويف واحد لاجتماع
الغرضين فيه. لأن عظم الساق/]) ( ( (مجوفا يحتاج إلى قوة الجرم ليكون قويا على حمل
البدن و يحتاج إلى الخفة لأجل سهولة الحركة، ففائدة تجويفه أن يكون أخف، و فائدة
توحيد التجويف [3] أن يبقى جرمه قويا فتجتمع الخفة مع
القوة، و هذا كما فى القنا و القصب [4].
قوله: و جعل تجويفه فى الوسط واحدا ليكون جرمه غير محتاج إلى مواقف
الغذاء المتفرقة [5].
أما أن هذا التجويف يكون فى الوسط فلأمرين:
أحدهما: أن تكون قسمة الغذاء عادلة.
و ثانيهما: أن التجويف لو مال إلى جهة
[6] لضعف جرم العظم من تلك الجهة فكان يتهيأ
[7] للانكسار منها، و ذلك لأن الجوانب إذا كانت كلها متساوية فى القوة
لم يمكن [8] الانكسار من جهة منه أولى من غيرها
فيكون حصوله أعسر و لو كان كل واحد من الجوانب أضعف من الجانب الذى ضعف لوحده، و
كذلك فإن الصفارين و نحوهم يحزّون الموضع الذى يريدون الانكسار منه حزّا يسيرا
فينكسر المنحزّ من ذلك الموضع أسهل مما لو كان جرمه من كل جانب بتلك القوة، و ما
ذلك [9] إلا لتعيين موضع [10] يكون أولى بالانكسار.
و أما أن هذا التجويف يكون واحدا فلأنه لو كان كثيرا لضعف جرم العظم
لأجل تخلخله.
و أما قوله: ليكون جرمه غير محتاج إلى مواقف الغذاء المتفرقة منه [11] فهو مشكل. و ذلك لأن اللازم لكون
التجويف غير واحد. و هو أن يكون كثيرا متفرقا فى جرم العظم [12]، و يلزم ذلك أن يكون جرمه ضعيفا.
و أما أن مواقف الغذاء تكون كثيرة متفرقة، فإنما يلزم لو كان التجويف
صغيرا حتى لا يبقى الواحد بأن يكون كافيا فى التغذى، فيحتاج أن يكون كثيرا فيكون
ذلك تقليلا [13] لفائدة خلقة ذلك