responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح تشريح القانون نویسنده : ابن نفيس    جلد : 1  صفحه : 393

فصل فى تشريح المرى‌ء و المعدة

إن الحيوان يخالف النبات فى أمر الغذاء من وجوه المحتاج إلى ذكره هاهنا و جهان:

أحدهما: أن الحيوان ليس يتناول الغذاء دائما، فإنه يشتغل عنه بالنوم و بتحصيل مادة الغذاء و نحو ذلك.

و ثانيهما: أنه يتناول الغذاء بالإرادة و بالشهوة، و لا يقتصر على ما هو فى نفس الأمر النافع بل على ما تدعو إليه الشهوة. و لا كذلك فى النبات فإنه دائما يجتذب الغذاء من الأرض، و إن‌ [1] كان هذا الجذب قد يضعف فى بعض الأزمان كما فى الشتاء. فإن النبات فى الشتاء يقلّ جذبه للغذاء إنما هو بالطبع، و بالجذب الطبيعى، و أما دوام التحلل فهو مشترك بين الحيوان و النبات. و لما كان التحلل فى الحيوان دائما و ورود الغذاء ليس دائما فلا بد من أن يكون فى ابدان الحيوان مادة معدّة لتغذيته أولا فأولا حتى لا تجف أعضاؤه إلى أن يرد الغذاء إليه من خارج، و هذه المادة لا بد أن تكون صالحة لتغذية أعضاء الحيوان، و إنما يكون كذلك‌ [2] إذا كانت مركبة فإن الأجسام البسيطة لا يمكن أن تغذو الأعضاء، و لا أن يتكون منها عضو أو جزء عضو لذلك لا بد من أن تكون هذه المادة جسما مركبا، و لا بد من أن يكون مع ذلك ذا [3] رطوبة ليسهّل انفعالها و استحالتها إلى جواهر الأعضاء. و لا بد من أن يكون مع ذلك سيالة حتى يتمكن من التحرك إلى كل واحد من الأعضاء الملاقية [4]، فيتمكن ذلك العضو من إحالتها إلى طبيعته، و هذه المادة هى الأخلاط، فإذن لا بد من أن يكون فى أبدان الحيوان أخلاط. لكن هذه الأخلاط تقل فى بعض الحيوان كما فى السمك و يكثر فى بعضها كما فى الإنسان و الفرس و نحو ذلك. و الأخلاط لا يمكن ان تكون حاصلة فى بدن الحيوان من اول زمان الخلقة [5] إلى أن يفسد من غير أن تكون مستمدة من أجسام أخر يرد إليها من خارج فإن بدن الحيوان عند أول الخلقة لا يمكنه أن يتسع لما يكفى فى تغذيته زمانا فيه تتم خلقته، فإن بدنه حينئذ يكون لا محالة أصغر من ذلك بكثير فكيف تكون فيه ما يكفى لهذه التغذية مدة عمر الحيوان، فلذلك لا بد من أن تكون هذه الأخلاط تستمد من أجسام أخر ترد إليها منخارج و تستحيل طبيعته إلى طبيعة تلك الأخلاط فان من‌


[1] ن: لو

[2] ن: ذلك‌

[3] ن: ذات‌

[4] ب: لتلاقيه‌

[5] ب: خلقه‌

نام کتاب : شرح تشريح القانون نویسنده : ابن نفيس    جلد : 1  صفحه : 393
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست